زياني يرد على الجملة الاعلامية المصرية
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
زياني يرد على الجملة الاعلامية المصرية
[صرح كريم زياني و هو يرد على الحملة الاعلامية المصرية:" لم أشاهد شيئا و لا أريد أن أرى و أسمع ما يقولونه لأنني أعتقد أنهم سيعترفون أننا أقوى منهم لكنهم ليسوا رياضيين و تحولوا للحديث عن كرامة الجزائريين و أنا أرد عليهم بجملة فقط: القافلة تمر و الكلاب تنبح... وصلنا الى المونديال و الحمد للله نحن لن نرد عليهم لأننا شعب متحضر
بشرى34- عضو جديــد
- عدد المساهمات : 2
السٌّمـــــعَة : 0
تاريخ التسجيل : 23/11/2009
رد: زياني يرد على الجملة الاعلامية المصرية
يا حسرة على العباد [كلمة إلى بعض الصحافيين على إثر الحرب الإعلامية الأخيرة].
الحمد لله السّابق لكل شيء أحدثه, والمتقدم على كل شيء اخترعه, ذي الصفات العلى والأسماء الحسنى لا راد لأمره و لا معقب لحكمه.
أحمده بجميع محامده على تواتر نعمه و آلائه, وصلى الله على محمد خاتم الأنبياء وسيد الأصفياء و على آله الطيبين و أصحابه المنتخبين وشرف و كرم.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد:
لقد قضى الله تعالى في شرعه الحكيم، ودلّ على ذلك العقل القويم أن الأمة الإسلامية السمحاء أبعد الأمم عن الغواية والاغترار بزخرف الحياة الدنيا، أو التمادي في الغرور والاسترسال مع الهوى المبيد لأواصل الأخوة، والزارع لبذور التدابر، والراميّ لأبناء الأمة في آتون صراع يُضحك المتربصين بها الدوائر، وذلك للخصائص التي اختصت بها من بين الأمم القائمة من نصرانية أو يهودية أو وثنية غارقة في عبادة الحجر والشجر.
إن الآثار النبوية التي زوّد الله بها البرية إلى أن تحط رحالها بدار البقاء؛ يجد فيها العاقل الحكيم ما يرتفع به إلى أعلى أفلاك الكمالات البشرية.
ويجد فيها الفقيه أثبتَ أساسٍ وأبدع منوالٍ لوضع الأصول وتفريع الفروع، وتقليل الخلاف والشرّ.
ويجد فيها السياسي الصادق ما به تنتظم الحياة، وتقوى به العلاقات بين الأمم، وتقبله النفوس السليمة أحسن قبول، فلا يجعل السياسيّ الصادق من الحبة قبة، ولا يضع الملح على جرح الأمة المتعفن، ولا يسارع إلى قطع ما أمر الله به أن يوصل بناءً على خبر أهوك، أو فعل معزول، ولا يجعل من لعبة ترفيهية دار حولها جدل فقهي واسع بين المنع والإباحة وُصْلة للوصول إلى كرسي الإمامة ولو على حساب جروح الأمة وآلامها.
ويجد فيها الصحافي المسئول أصول الرواية الصحيحة، فلا يدلس، ولا يدرج، ولا يشهد عن غيب غاب عنه، ولا يزوِّر التاريخ، فيدخل حقبة في أخرى بينهما أزمنة انقضى في جوفها جيل كامل، ولا يركب حمار التأويل الفاسد فيفسِّر غلبَ بضرب، ولوّح بجرح، وسقطَ بسرط، ولا يتوشّح رداء الزور فيشهد على خلاف ما دلت عليه القرائن وصدقته الوقائع، فإن بعض صحافيين يخطفون خطفة من أثر الرواة ثم ينشرونّها على أنّها سبقٌ صحفي يسدّون به الثلم الذي أصاب حصن الأمة، أو بلسمٌ يضعونّه على جرحها الغائر الذي شارف أن يشل حركتها، وفي ميزان الحقيقة وعند أهل التمييز خنجر مسموم يمزق ما بقي من أحشائها التي سلمت من نهش الفرق الكافرة.
وبعض آخر ينتقي من الأحداث بقدر ما به حاجته، وعلى نسبة ما فيه الحجة لانتمائه الحزبي الضيق الذي عصف بكليات البقاء، ومزَّق جسم الأمة إربا إربا كلُّ أرب يقول أنا قلبها النابض!!.
ما لهم يتولجون وليجة النميمة، ويرمون بأنفسهم وبمن يؤمن بكلماتهم الناقصة وغير التامة في مأزق الحرج، والطريق الضيق انتقامًا للنفس، وجريا وراء فتات الدنيا.
أعميت عليهم الأنباء أو سدت في وجوههم طرق الإصلاح، ومسالك التقريب، فلم يجدوا حجة ولا دليلا سوى مذياع الشوارع ورواية الساكع!
لقد أصبحت بعض وسائل الإعلام آلة هدم وتخريب، لا يستعملها إلا أعدى عدو للإسلام في القضاء على الروابط الباقية التي تشد ظهر الأمة في محنتها، لقد جاءوا إلى الأمة بفاقرة الظهر، ومسكنة القفر أو القبر! وهم غير خجلين ولا وجلين.
إنك لا تلبث أن يأخذ منك العجب كل مأخذ عندما تستقرئ تاريخ بعض الصحفيين المبطلين فتجدهم من قديم الدهر إلى يومك هذا متواطئين على قلب الحقائق، يرددون صدى كل ناعق، ولا يرجعون في شيء إلى عقلهم، وقصارى ما يلوكه كل منهم: حرية الرأي محفوظة للصحفي! وما ذلك إلا لأنهم سلبوا ما به امتاز الإنسان عن عالم العجماوات من التمييز بين الضار والنافع، والمجدي والمردي، فهم لا ينظرون إلى الحقّ ليعرفوه ثم ليجعلوه قبانا لما يعرض عليهم من الأخبار والحكايات، ويخطر لهم من الخواطر والشبهات، ومعيارا يقيسون به المحق من المبطل. بل جعلوه وراءهم ظهريا وإن آتاهم خبر يخدم أغراضهم طاروا به وفرحوا وإلا أعرضوا عنه وقرحوا! وما ذلك إلا لأنهم أسراء أوهام، وأحلاس أحلام!، سلبوا شرف النفس فأصبحوا عبيدا للعبارة المسروقة، وسقطوا في ظلمة الهوى فهم لا يبصرون.
إيه أيها الصحفي [ما غرك بربك الكريم] خلقك في أحسن تقويم ثم ترضى أن تكون عن عقلك غير سليم، أين شهامتك التي تأبى عليك أن تمر مر الكريم على كلمة شتم يهينك بها أخ لك أو صديق حميم؟
لا تتجاوز عن كلمة، وتتجاوز عمن سلبك إرادتك واختيارك وإنسانيتك، ونور عقلك.
ماذا يريد لك المصلحون؟
يريدون لك استقلالا في الإرادة التي لا تخرج عن دائرة الإفادة.
وعبادة لا تحيد بك عن مناهج السعادة.
يريدون منك أن تكون مفتاح خير مغلاق شر.
أيها الصحفي هات ثم هات وابعث في المدائن حاشرين يجمعون لك ما شئت أن يجمعوا ممن يدعون باطلا أنهم صوت الأمة الحي ونبضها الذي لا يخفت لنُرِيَّ للناس أعمالهم المظلمة، بادلة تاريخية تقحم ولا تفحم، وحاضر كاد يبرأ إلى الله من أعمالهم، فمن وشاية شائنة إلى أفعال خائنة، إلى وقوف في سبيل الحقيقة، إلى صد عن أنوار الفهم، ما ذلك إلا لأن المبطلين من الصحفيين في أي عصر لا يكون لهم في وسطهم من غُنم إلا إذا ختم الجهل على القلوب، وغشيها من دجلهم خطوب.
إن الناس في معرفة ما تنشره بعض وسائل الإعلام فريقان.
فريق يقرأ ما توافيه به الجرائد قراءة سطحية استرسالا مع الألفاظ، لا ينتبه في غالب الأحوال لما عسى أن يكون من تناقض وتعارض بين آراء الكاتب في نفس السطر الواحد، والعلة في ذلك أحد الأمرين:
إما أن لا يكون عند القارئ من الرصيد المعرفي، والأصول المعتمدة في تحليل الخبر ما يصلح أن يكون معيارا لديه ومرجعا يرجع إليه في التمييز بين الآراء الصحيحة من الفاسدة.
وإما أن لا يكون عنده من الاستعداد ما يقدر به على استحضار السابق عند قراءة اللاحق، فهو ينظر إلى الخبر وأحداثه مفصولة غير موصولة، بسبب ذلك يفوته التمييز بين الرأي الصائب من العاطب، فتراه في غالب الأحوال يستنتج من نفسه شيئا مما يقرأ ولا ترى له سندا يبنى عليه، فيغرق في بحر الاستحسان والاستهجان مجارات للغير وسيرا مع التيار، ومن كان من هذا الفريق يوشك أن ينخدع بكل ناعق وخاصة إذا كان يجد في النداء ما يوافق هواه، ويلائم مشربه.
والفريق الثاني: وهم الأقلية حتى عند الأمم الآخذة بزمام الإعلام، وهم القراء العالمون بموارد الكلام ومصادره، الذين عندهم من الشفوف والعلم ما يجعلهم دائما متيقظين لما قد ينطوي عليه الكلام من دسّ وخلل، فهذا الفريق لا يتوقف طويلا في الحكم على الخبر بأنه مجرد ألفاظ خاوية من الخير، وصحراء من حيث الأفكار والصدق لا أكثر ولا أقل .
ويجد فيها -[آثار النبي صلى الله عليه وسلم]- الضعيف المسكين المدفوع بالأبواب أقوى عمدة، وألين متكئا يستند إليهما كلما ناءت به ثقال هذه الحياة، أو خطفته السياسة العمياء من محراب الصلاة ليسخر من بني جنسه نظير مكسب رست قاعدته على أعمدة من رمل.
ويجد فيها أرباب البصائر, وأهل النهى والحجا القول الفصل والدواء الشافي لكل منزع من منازع الحياة، فيعيدون اللبن الذي أسقطته سيول الحشارة إلى موطنه حتى لا تميد الأرض بأصحابها، ويسيل الماء من أسفل إلى أعلى! وإنّ ثقل عليهم ذلك سدوا الثقب بأرديتهم عسى أن يجنبوا أمتهم ريحا تذهب بقوتهم الخائرة قبل سقوط اللبن.
أمة بوّأها الله هذا المقام، مقام الإمام لا المأموم، أ فلا يتعجبُّ اللبيب من نسيّ بعض أعضائها أو تناسيهم لعظم الأمانة الملقاة على عاتقهم، وإعراضهم عن أثار النبي الكريم؟
أ فلا تذهب نفس المصلح حسرات حين تراهم يعرضون عن الدواء الذي ضلوا وباتوا يصفونه للأمة وينشدونه للأشقاء المتناحرين في فلسطين، ولما وقع البلاء بديارهم كأنهم لم يكونوا بالأمس القريب سادة الحكمة، قادة الحوار وصنّاع الدواء؟.
أليس من الغبن وغالب الشقاء جزار يأكل لحم الميتة، ومكي لا يحج البيت!!؟.
وكتبه/ أبو عبد الباري عبد الحميد أحمد العربي الجزائري
الحمد لله السّابق لكل شيء أحدثه, والمتقدم على كل شيء اخترعه, ذي الصفات العلى والأسماء الحسنى لا راد لأمره و لا معقب لحكمه.
أحمده بجميع محامده على تواتر نعمه و آلائه, وصلى الله على محمد خاتم الأنبياء وسيد الأصفياء و على آله الطيبين و أصحابه المنتخبين وشرف و كرم.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد:
لقد قضى الله تعالى في شرعه الحكيم، ودلّ على ذلك العقل القويم أن الأمة الإسلامية السمحاء أبعد الأمم عن الغواية والاغترار بزخرف الحياة الدنيا، أو التمادي في الغرور والاسترسال مع الهوى المبيد لأواصل الأخوة، والزارع لبذور التدابر، والراميّ لأبناء الأمة في آتون صراع يُضحك المتربصين بها الدوائر، وذلك للخصائص التي اختصت بها من بين الأمم القائمة من نصرانية أو يهودية أو وثنية غارقة في عبادة الحجر والشجر.
إن الآثار النبوية التي زوّد الله بها البرية إلى أن تحط رحالها بدار البقاء؛ يجد فيها العاقل الحكيم ما يرتفع به إلى أعلى أفلاك الكمالات البشرية.
ويجد فيها الفقيه أثبتَ أساسٍ وأبدع منوالٍ لوضع الأصول وتفريع الفروع، وتقليل الخلاف والشرّ.
ويجد فيها السياسي الصادق ما به تنتظم الحياة، وتقوى به العلاقات بين الأمم، وتقبله النفوس السليمة أحسن قبول، فلا يجعل السياسيّ الصادق من الحبة قبة، ولا يضع الملح على جرح الأمة المتعفن، ولا يسارع إلى قطع ما أمر الله به أن يوصل بناءً على خبر أهوك، أو فعل معزول، ولا يجعل من لعبة ترفيهية دار حولها جدل فقهي واسع بين المنع والإباحة وُصْلة للوصول إلى كرسي الإمامة ولو على حساب جروح الأمة وآلامها.
ويجد فيها الصحافي المسئول أصول الرواية الصحيحة، فلا يدلس، ولا يدرج، ولا يشهد عن غيب غاب عنه، ولا يزوِّر التاريخ، فيدخل حقبة في أخرى بينهما أزمنة انقضى في جوفها جيل كامل، ولا يركب حمار التأويل الفاسد فيفسِّر غلبَ بضرب، ولوّح بجرح، وسقطَ بسرط، ولا يتوشّح رداء الزور فيشهد على خلاف ما دلت عليه القرائن وصدقته الوقائع، فإن بعض صحافيين يخطفون خطفة من أثر الرواة ثم ينشرونّها على أنّها سبقٌ صحفي يسدّون به الثلم الذي أصاب حصن الأمة، أو بلسمٌ يضعونّه على جرحها الغائر الذي شارف أن يشل حركتها، وفي ميزان الحقيقة وعند أهل التمييز خنجر مسموم يمزق ما بقي من أحشائها التي سلمت من نهش الفرق الكافرة.
وبعض آخر ينتقي من الأحداث بقدر ما به حاجته، وعلى نسبة ما فيه الحجة لانتمائه الحزبي الضيق الذي عصف بكليات البقاء، ومزَّق جسم الأمة إربا إربا كلُّ أرب يقول أنا قلبها النابض!!.
ما لهم يتولجون وليجة النميمة، ويرمون بأنفسهم وبمن يؤمن بكلماتهم الناقصة وغير التامة في مأزق الحرج، والطريق الضيق انتقامًا للنفس، وجريا وراء فتات الدنيا.
أعميت عليهم الأنباء أو سدت في وجوههم طرق الإصلاح، ومسالك التقريب، فلم يجدوا حجة ولا دليلا سوى مذياع الشوارع ورواية الساكع!
لقد أصبحت بعض وسائل الإعلام آلة هدم وتخريب، لا يستعملها إلا أعدى عدو للإسلام في القضاء على الروابط الباقية التي تشد ظهر الأمة في محنتها، لقد جاءوا إلى الأمة بفاقرة الظهر، ومسكنة القفر أو القبر! وهم غير خجلين ولا وجلين.
إنك لا تلبث أن يأخذ منك العجب كل مأخذ عندما تستقرئ تاريخ بعض الصحفيين المبطلين فتجدهم من قديم الدهر إلى يومك هذا متواطئين على قلب الحقائق، يرددون صدى كل ناعق، ولا يرجعون في شيء إلى عقلهم، وقصارى ما يلوكه كل منهم: حرية الرأي محفوظة للصحفي! وما ذلك إلا لأنهم سلبوا ما به امتاز الإنسان عن عالم العجماوات من التمييز بين الضار والنافع، والمجدي والمردي، فهم لا ينظرون إلى الحقّ ليعرفوه ثم ليجعلوه قبانا لما يعرض عليهم من الأخبار والحكايات، ويخطر لهم من الخواطر والشبهات، ومعيارا يقيسون به المحق من المبطل. بل جعلوه وراءهم ظهريا وإن آتاهم خبر يخدم أغراضهم طاروا به وفرحوا وإلا أعرضوا عنه وقرحوا! وما ذلك إلا لأنهم أسراء أوهام، وأحلاس أحلام!، سلبوا شرف النفس فأصبحوا عبيدا للعبارة المسروقة، وسقطوا في ظلمة الهوى فهم لا يبصرون.
إيه أيها الصحفي [ما غرك بربك الكريم] خلقك في أحسن تقويم ثم ترضى أن تكون عن عقلك غير سليم، أين شهامتك التي تأبى عليك أن تمر مر الكريم على كلمة شتم يهينك بها أخ لك أو صديق حميم؟
لا تتجاوز عن كلمة، وتتجاوز عمن سلبك إرادتك واختيارك وإنسانيتك، ونور عقلك.
ماذا يريد لك المصلحون؟
يريدون لك استقلالا في الإرادة التي لا تخرج عن دائرة الإفادة.
وعبادة لا تحيد بك عن مناهج السعادة.
يريدون منك أن تكون مفتاح خير مغلاق شر.
أيها الصحفي هات ثم هات وابعث في المدائن حاشرين يجمعون لك ما شئت أن يجمعوا ممن يدعون باطلا أنهم صوت الأمة الحي ونبضها الذي لا يخفت لنُرِيَّ للناس أعمالهم المظلمة، بادلة تاريخية تقحم ولا تفحم، وحاضر كاد يبرأ إلى الله من أعمالهم، فمن وشاية شائنة إلى أفعال خائنة، إلى وقوف في سبيل الحقيقة، إلى صد عن أنوار الفهم، ما ذلك إلا لأن المبطلين من الصحفيين في أي عصر لا يكون لهم في وسطهم من غُنم إلا إذا ختم الجهل على القلوب، وغشيها من دجلهم خطوب.
إن الناس في معرفة ما تنشره بعض وسائل الإعلام فريقان.
فريق يقرأ ما توافيه به الجرائد قراءة سطحية استرسالا مع الألفاظ، لا ينتبه في غالب الأحوال لما عسى أن يكون من تناقض وتعارض بين آراء الكاتب في نفس السطر الواحد، والعلة في ذلك أحد الأمرين:
إما أن لا يكون عند القارئ من الرصيد المعرفي، والأصول المعتمدة في تحليل الخبر ما يصلح أن يكون معيارا لديه ومرجعا يرجع إليه في التمييز بين الآراء الصحيحة من الفاسدة.
وإما أن لا يكون عنده من الاستعداد ما يقدر به على استحضار السابق عند قراءة اللاحق، فهو ينظر إلى الخبر وأحداثه مفصولة غير موصولة، بسبب ذلك يفوته التمييز بين الرأي الصائب من العاطب، فتراه في غالب الأحوال يستنتج من نفسه شيئا مما يقرأ ولا ترى له سندا يبنى عليه، فيغرق في بحر الاستحسان والاستهجان مجارات للغير وسيرا مع التيار، ومن كان من هذا الفريق يوشك أن ينخدع بكل ناعق وخاصة إذا كان يجد في النداء ما يوافق هواه، ويلائم مشربه.
والفريق الثاني: وهم الأقلية حتى عند الأمم الآخذة بزمام الإعلام، وهم القراء العالمون بموارد الكلام ومصادره، الذين عندهم من الشفوف والعلم ما يجعلهم دائما متيقظين لما قد ينطوي عليه الكلام من دسّ وخلل، فهذا الفريق لا يتوقف طويلا في الحكم على الخبر بأنه مجرد ألفاظ خاوية من الخير، وصحراء من حيث الأفكار والصدق لا أكثر ولا أقل .
ويجد فيها -[آثار النبي صلى الله عليه وسلم]- الضعيف المسكين المدفوع بالأبواب أقوى عمدة، وألين متكئا يستند إليهما كلما ناءت به ثقال هذه الحياة، أو خطفته السياسة العمياء من محراب الصلاة ليسخر من بني جنسه نظير مكسب رست قاعدته على أعمدة من رمل.
ويجد فيها أرباب البصائر, وأهل النهى والحجا القول الفصل والدواء الشافي لكل منزع من منازع الحياة، فيعيدون اللبن الذي أسقطته سيول الحشارة إلى موطنه حتى لا تميد الأرض بأصحابها، ويسيل الماء من أسفل إلى أعلى! وإنّ ثقل عليهم ذلك سدوا الثقب بأرديتهم عسى أن يجنبوا أمتهم ريحا تذهب بقوتهم الخائرة قبل سقوط اللبن.
أمة بوّأها الله هذا المقام، مقام الإمام لا المأموم، أ فلا يتعجبُّ اللبيب من نسيّ بعض أعضائها أو تناسيهم لعظم الأمانة الملقاة على عاتقهم، وإعراضهم عن أثار النبي الكريم؟
أ فلا تذهب نفس المصلح حسرات حين تراهم يعرضون عن الدواء الذي ضلوا وباتوا يصفونه للأمة وينشدونه للأشقاء المتناحرين في فلسطين، ولما وقع البلاء بديارهم كأنهم لم يكونوا بالأمس القريب سادة الحكمة، قادة الحوار وصنّاع الدواء؟.
أليس من الغبن وغالب الشقاء جزار يأكل لحم الميتة، ومكي لا يحج البيت!!؟.
وكتبه/ أبو عبد الباري عبد الحميد أحمد العربي الجزائري
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى