الأعمال الصالحة لا تنقطع بعد انتهاء رمضان !
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الأعمال الصالحة لا تنقطع بعد انتهاء رمضان !
فضيلة العلامة محمد بن صالح العثيمين : إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله . أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق ، فبلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وجاهد في الله حق جهاده ، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد :
أيها الإخوة : فمن المناسب أن نتكلم عن موضوعين :
- الموضوع الأول : هل انقضى عمل الإنسان بانقضاء شهر رمضان !؟
والجواب على هذا السؤال : لا . إن عمل الإنسان لا ينقطع إلا بالموت ، لقول الله تبارك وتعالى : ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) . [ الحجر : 99 ] . أي : حتى يأتيك الموت ، ولقوله تعالى عن يعقوب : ( يَا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) . [ البقرة : 132 ] . ولقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث ) . فلم يجعل النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أمدًا لانقطاع العمل إلا بالموت .
ثم هل العمل الذي يؤدى في رمضان ؛ كالصوم ، والقيام ، والصدقة هل انقطع بانتهاء رمضان !؟
لا ، هناك صيام أيام مشروعة غير رمضان ، منها : صيام الأيام الست من شوال ، فإن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال فكأنما صام الدهر ) . وهذه الأيام الستة ينبغي أن تلي شهر رمضان ، أي : أن يشرع فيها الإنسان من اليوم الثاني من شوال ، ويتابعها لما في ذلك من السبق إلى الخيرات ، ولأن هذا أسهل ؛ لأن الإنسان قد اعتاد الصوم في رمضان فيسهل عليه الاستمرار فيه ، ولأن الإنسان إذا أخرها ربما يحصل له التسويف فيقول : غدًا أصوم . غدًا أصوم حتى تنقضي الأيام ، وهذه الأيام الستة تابعة لرمضان ، فمن صامها قبل أن يقضي ما عليه من رمضان فإنه لا ينال ثوابها ؛ لأن الرسول - عليه الصلاة والسلام - قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ) . ولو صامها قبل القضاء لكانت متبوعة لا تابعة .
فإن قال قائل : ربما يكون هناك عذر ، ربما ترك صوم رمضان لمرض ، واستمر به المرض إلى آخر شوال ، ثم شفاه الله وشرع في القضاء وخرج شوال ، فنقول حينئذٍ : يصومها تابعة لرمضان ولو في ذي القعدة ، ولو خرج شهر شوال ؛ وذلك لأنه ترك صومها في شوال لعذر فقضاها من بعده ؛ كما أن رمضان يترك للعذر ويقضى بعده .
ومن الصيام المشروع : أن يصوم الإنسان يوم عرفة ، فإن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : ( أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده ) . إلا الحاج فلا يسن له أن يصوم يوم عرفة ؛ من أجل أن يكون قويًا متفرغًا للدعاء في ذلك اليوم .
ومن الصيام المشروع : صوم يوم عاشوراء ، وهو اليوم العاشر من شهر محرم ؛ لأنه اليوم الذي أنجى الله موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه ، ولكن يصوم قبله اليوم التاسع ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : ( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ) .
ومن الصيام المشروع : صوم عشر ذي الحجة ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر ) . والصوم من العمل الصالح .
ومن الصيام المشروع : أن يصوم الإنسان ثلاثة أيام من كل شهر ، سواء من أول الشهر أو وسطه أو آخره ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ، لا يبالي أصامها من أول الشهر أو وسطه أو آخره ، لكن الأفضل أن تكون في أيام البيض ، أي : في اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر .
ومن الصيام المشروع : أن يصوم يوم الإثنين والخميس ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كان يصومهما ويقول : ( إنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله ، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم ) .
ومن الصيام المشروع : أن يصوم يومًا ويفطر يومًا ، وهذا أفضل الصيام ، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لعبد الله بن عمرو بن العاص : ( صم يومًا وأفطر يومًا فذلك صيام داوود وهو أفضل الصيام ) .
إذًا : الصيام هل انقطع بانتهاء رمضان أم لا !؟ لا .
القيام : هل انقطع بانتهاء رمضان !؟ لا ، القيام مشروع في كل ليلة ، والأفضل بعد منتصف الليل إلى أن يبقى سدس الليل فتنام ، الأفضل أن تنام النصف الأول من الليل ، ثم تقوم الثلث ، ثم تنام السدس ، هكذا أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن عمرو بن العاص ، وقال : ( إن هذا قيام داوود وهو أفضل القيام ) . فإن لم يتيسر لك ذلك فقم ولو قليلاً في آخر الليل ، لأن الرب - عز وجل - ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فيقول : ( من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له ) .
واختم صلاتك بركعة التي هي الوتر ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن صلاة الليل !؟ فقال : ( مثنى مثنى ، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة فأوترت ما قد صلى ) .
أما الصدقة ؛ فهي أيضًا لم تنقطع ، الصدقة مشروعة كل وقت ، بل إن الإنسان الموفق يجعل أكله وشربه ونفقة عياله من الصدقة ، إنفاقك على نفسك صدقة ، وعلى أهلك صدقة ، بل إن الإنفاق على الأهل أفضل من الصدقة على غيرهم ، فلو كان معك عشرة ريالات ، وتقول : هل أتصدق بها على فقير ، أم أنفق بها على أهلي لأنهم محتاجون !؟
نقول : أنفقها على أهلك .
ثم قراءة القرآن لم تنقطع بانتهاء رمضان ، قراءة القرآن مشروعة كل وقت ، وينبغي للإنسان أن يجعل له حزبًا معينًا يحافظ عليه كل يوم حتى لا تضيع عليه الأيام بدون قراءة القرآن .
أما الأمر الثاني مما أريد أن أتكلم عليه فهو : أن من حكمة الله - عز وجل - أنه لما انقضى زمن ركن من أركان الإسلام دخل زمن ركن آخر ، انقضى رمضان وهو وقت أداء ركن من أركان الإسلام وهو الصيام ، وفي تلك اللحظة التي خرج فيها رمضان دخلت شهور الحج ، نحن الآن في أشهر الحج ، لأن أشهر الحج تدخل بغروب شمس آخر يوم من رمضان ، وهذه من حكمة الله ، حتى نشعر بأن أوقاتنا كلها معمورة بطاعة الله - عز وجل - ، انقضى فرض الصيام جاء فرض الحج .
والحج واجب على كل مسلم ، لكن من رحمة الله ولطفه أنه لا يجب في العمر إلا مرة واحدة ، ولو كان الإنسان من أغنى عباد الله فإنه لا يلزمه أن يحج إلا مرة واحدة ، لقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : ( الحج مرة فما زاد فهو تطوع ) .
ولا يجب الحج إلا على القادر ، العاجز لا يجب عليه الحج ، فإذا قدرنا أن إنسانًا فقيرًا ليس عنده شيء ، فهل يلزمه أن يحج !؟ أي : هل يلزم أن يقترض ليحج !؟
الجواب : لا . ولو لاقى ربه قبل أن يحج للاقى ربه وقد تمت أركان إسلامه ؛ لأن الركن الخامس الذي هو الحج لا يجب عليه حين يعجز عنه .
وهل يجب على الإنسان إذا كان مريضًا أن يحج !؟
الجواب : لا ، ولو كان عنده مال ، لكن إن كان مرضه يُرجى زواله فلينتظر حتى يشفى ويحج بنفسه ، وإن كان مرضه لا يُرجى زواله وعنده مال فليوكل من يحج عنه ، لحديث ابن عباس - رضي الله عنهما - : ( أن امرأة أتت النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فقالت : يا رسول الله ! إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخًا كبيرًا لا يثبت على الراحلة أفأحج عنه !؟ قال : نعم ) . فصار العاجز عن الحج لمرض إن كان يرجو زوال مرضه انتظر ، وإلا وكل من يحج عنه إذا كان عنده مال ، أما من لا مال عنده فليس عليه حج .
امرأة عندها مال ، لكنها لم تجد محرمًا يحج بها ، هل عليها الحج !؟
لا . حتى لو كانت من أغنى النساء ، ولكن ليس لها محرم فلا تحج . أما إذا كان لها محرم وقالت له : حج بي وأنا أكفيك النفقة كلها ، هل يلزمه أن يحج معها !؟
الجواب : لا يلزمه ، اللهم إلا إذا كان لم يؤدِ الفريضة وأعطته مالاً يكفيه للحج ، فهنا نقول : يجب عليه الحج من أجل أنه لم يأتِ بالفريضة لا من أجل أن يكون محرمًا لها ، وتصحبه في هذه الحالة .
إذًا : هل تحزن المرأة إذا كان عندها مال ولم تجد محرمًا على أنه فاتها الحج !؟
الجواب : لا تحزن ولا تخشى العقوبة ؛ لأنه لم يجب عليها الحج ، ولو لاقت الله - عز وجل - للاقته بغير ذنب فيما يتعلق بالحج .
إنسان عنده مال ، لكن عليه دين يطالبه به صاحبه ، عنده - مثلاً - خمسة آلاف يمكن أن يحج بها ، لكن صاحب الدين يقول : أعطني ، هل يجب عليه الحج !؟
لا . لأن عليه دينًا ، ولا حج عى الإنسان إذا كان عليه دين وليس عنده ما يفضل عن الدين ؛ لأن الله تعالى قال : ( وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) . [ آل عمران : 97 ] .
وكثير من الناس ربما يستدينون من أجل الحج ، وهذا غلط ، ليس هذا من الشرع أن تستدين من أجل الحج ، الحج ليس واجبًا عليك ، أرأيت لو كان إنسان فقيرًا هل تجب عليه الزكاة !؟
الجواب : لا تجب ، أنت الآن لا يجب عليك الحج ؛ لأنك لا تستطيع ، فلماذا تندم !؟ ولماذا تحزن !؟ ولماذا تتكدر !؟ لا تتكدر يا أخي ليس عليك شيء . إذا كان على الإنسان دين وفي يده مال ، ويغلب على ظنه أنه إذا حلَّ الدين كان عنده ما يوفي به ، مثلاً : صندوق التنمية العقارية ، كثير من الناس عليهم ديون لصندوق التنمية ، لكنهم واثقون من أنفسهم أنهم إذا حل القسط سوف يوفونه ، وعندهم الآن مال يستطيعون الحج به ، هل يجب عليهم الحج !؟
الجواب : نعم . يجب عليهم الحج ؛ لأنهم مستطيعون ، أما إذا قال : أنا لست واثقًا أن أوفي إذا حل القسط ، وأنا الآن أجمع ، فهذا ليس عليه حج ؛ لأنه مدين .
كثير من الناس يقول : أرأيت إذا سمح لي صاحب الدين أأحج !؟
نقول : لا . ولو سمح لك صاحب الدين ؛ لأنه إذا سمح لك لم يسقط عنك شيئًا . أما لو قال : حج وأنا أسقط عنك مقدار نفقة الحج فحينئذٍ نقول : حج ، وأما إذا قال : أنا أطالبك ولكني أرخص لك أن تحج ما الفائدة !؟ لا فائدة ، ولهذا كثير من الناس يسأل ويقول : إن صاحب الدين قد أذن لي ، نقول : ليست العلة أن يأذن أو لا يأذن ، العلة أن ذمتك مشغولة ، وشغل الذمة بالدين أمر عظيم .
لو أحدثكم أن الرسول - عليه الصلاة والسلام - قدمت إليه جنازة ، صحابي من الأنصار ، فلما خطا خطوات سأل : ( هل عليه دين !؟ قالوا : نعم . يا رسول الله ! قال : إذًا صلوا على صاحبكم - ولم يصل عليه ، تأخر - حتى قام أبو قتادة - رضي الله عنه - وقال : يا رسول الله ! الديناران عليَّ ، قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : حق الغريم وبرأت ذمة الميت !؟ - أي : تلتزم للغريم تبرأ ذمة الميت - قال : نعم . فتقدم وصلى ) .
يعني : الدين إلى هذا الحد يمتنع الرسول - عليه الصلاة والسلام - من الصلاة على المدين إذا لم يكن له وفاء ، ونحن نتساهل به الآن ، يعتمر الإنسان وعليه دين ، يحج وعليه دين ، يفرش بيته بفراش فاخر وعليه دين ، يشتري سيارة فاخرة وعليه دين ، تجده يشتري سيارة بأربعين ألف ريال ، وهو يمكن أن يجد سيارة تكفيه بعشرة آلاف ، أليس كذلك !؟ بل إني سمعت بعض الناس يشتري بأكثر من أربعين ألف سيارة ويكفيه عشرة آلاف ، هذا من السفه في العقل ، لا تستهن بالدين أبدًا ، الدين صعب ، ولهذا يقال : إن الدين ذل في النهار وسهر في الليل ، لكن للإنسان العاقل ، أما الذي لا يبالي فهذا لا يبالي .
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق لما يحبه ويرضاه إنه على كل شيء قدير .
أيها الإخوة : فمن المناسب أن نتكلم عن موضوعين :
- الموضوع الأول : هل انقضى عمل الإنسان بانقضاء شهر رمضان !؟
والجواب على هذا السؤال : لا . إن عمل الإنسان لا ينقطع إلا بالموت ، لقول الله تبارك وتعالى : ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) . [ الحجر : 99 ] . أي : حتى يأتيك الموت ، ولقوله تعالى عن يعقوب : ( يَا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) . [ البقرة : 132 ] . ولقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث ) . فلم يجعل النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أمدًا لانقطاع العمل إلا بالموت .
ثم هل العمل الذي يؤدى في رمضان ؛ كالصوم ، والقيام ، والصدقة هل انقطع بانتهاء رمضان !؟
لا ، هناك صيام أيام مشروعة غير رمضان ، منها : صيام الأيام الست من شوال ، فإن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال فكأنما صام الدهر ) . وهذه الأيام الستة ينبغي أن تلي شهر رمضان ، أي : أن يشرع فيها الإنسان من اليوم الثاني من شوال ، ويتابعها لما في ذلك من السبق إلى الخيرات ، ولأن هذا أسهل ؛ لأن الإنسان قد اعتاد الصوم في رمضان فيسهل عليه الاستمرار فيه ، ولأن الإنسان إذا أخرها ربما يحصل له التسويف فيقول : غدًا أصوم . غدًا أصوم حتى تنقضي الأيام ، وهذه الأيام الستة تابعة لرمضان ، فمن صامها قبل أن يقضي ما عليه من رمضان فإنه لا ينال ثوابها ؛ لأن الرسول - عليه الصلاة والسلام - قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ) . ولو صامها قبل القضاء لكانت متبوعة لا تابعة .
فإن قال قائل : ربما يكون هناك عذر ، ربما ترك صوم رمضان لمرض ، واستمر به المرض إلى آخر شوال ، ثم شفاه الله وشرع في القضاء وخرج شوال ، فنقول حينئذٍ : يصومها تابعة لرمضان ولو في ذي القعدة ، ولو خرج شهر شوال ؛ وذلك لأنه ترك صومها في شوال لعذر فقضاها من بعده ؛ كما أن رمضان يترك للعذر ويقضى بعده .
ومن الصيام المشروع : أن يصوم الإنسان يوم عرفة ، فإن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : ( أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده ) . إلا الحاج فلا يسن له أن يصوم يوم عرفة ؛ من أجل أن يكون قويًا متفرغًا للدعاء في ذلك اليوم .
ومن الصيام المشروع : صوم يوم عاشوراء ، وهو اليوم العاشر من شهر محرم ؛ لأنه اليوم الذي أنجى الله موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه ، ولكن يصوم قبله اليوم التاسع ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : ( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ) .
ومن الصيام المشروع : صوم عشر ذي الحجة ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر ) . والصوم من العمل الصالح .
ومن الصيام المشروع : أن يصوم الإنسان ثلاثة أيام من كل شهر ، سواء من أول الشهر أو وسطه أو آخره ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ، لا يبالي أصامها من أول الشهر أو وسطه أو آخره ، لكن الأفضل أن تكون في أيام البيض ، أي : في اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر .
ومن الصيام المشروع : أن يصوم يوم الإثنين والخميس ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كان يصومهما ويقول : ( إنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله ، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم ) .
ومن الصيام المشروع : أن يصوم يومًا ويفطر يومًا ، وهذا أفضل الصيام ، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لعبد الله بن عمرو بن العاص : ( صم يومًا وأفطر يومًا فذلك صيام داوود وهو أفضل الصيام ) .
إذًا : الصيام هل انقطع بانتهاء رمضان أم لا !؟ لا .
القيام : هل انقطع بانتهاء رمضان !؟ لا ، القيام مشروع في كل ليلة ، والأفضل بعد منتصف الليل إلى أن يبقى سدس الليل فتنام ، الأفضل أن تنام النصف الأول من الليل ، ثم تقوم الثلث ، ثم تنام السدس ، هكذا أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن عمرو بن العاص ، وقال : ( إن هذا قيام داوود وهو أفضل القيام ) . فإن لم يتيسر لك ذلك فقم ولو قليلاً في آخر الليل ، لأن الرب - عز وجل - ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فيقول : ( من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له ) .
واختم صلاتك بركعة التي هي الوتر ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن صلاة الليل !؟ فقال : ( مثنى مثنى ، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة فأوترت ما قد صلى ) .
أما الصدقة ؛ فهي أيضًا لم تنقطع ، الصدقة مشروعة كل وقت ، بل إن الإنسان الموفق يجعل أكله وشربه ونفقة عياله من الصدقة ، إنفاقك على نفسك صدقة ، وعلى أهلك صدقة ، بل إن الإنفاق على الأهل أفضل من الصدقة على غيرهم ، فلو كان معك عشرة ريالات ، وتقول : هل أتصدق بها على فقير ، أم أنفق بها على أهلي لأنهم محتاجون !؟
نقول : أنفقها على أهلك .
ثم قراءة القرآن لم تنقطع بانتهاء رمضان ، قراءة القرآن مشروعة كل وقت ، وينبغي للإنسان أن يجعل له حزبًا معينًا يحافظ عليه كل يوم حتى لا تضيع عليه الأيام بدون قراءة القرآن .
أما الأمر الثاني مما أريد أن أتكلم عليه فهو : أن من حكمة الله - عز وجل - أنه لما انقضى زمن ركن من أركان الإسلام دخل زمن ركن آخر ، انقضى رمضان وهو وقت أداء ركن من أركان الإسلام وهو الصيام ، وفي تلك اللحظة التي خرج فيها رمضان دخلت شهور الحج ، نحن الآن في أشهر الحج ، لأن أشهر الحج تدخل بغروب شمس آخر يوم من رمضان ، وهذه من حكمة الله ، حتى نشعر بأن أوقاتنا كلها معمورة بطاعة الله - عز وجل - ، انقضى فرض الصيام جاء فرض الحج .
والحج واجب على كل مسلم ، لكن من رحمة الله ولطفه أنه لا يجب في العمر إلا مرة واحدة ، ولو كان الإنسان من أغنى عباد الله فإنه لا يلزمه أن يحج إلا مرة واحدة ، لقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : ( الحج مرة فما زاد فهو تطوع ) .
ولا يجب الحج إلا على القادر ، العاجز لا يجب عليه الحج ، فإذا قدرنا أن إنسانًا فقيرًا ليس عنده شيء ، فهل يلزمه أن يحج !؟ أي : هل يلزم أن يقترض ليحج !؟
الجواب : لا . ولو لاقى ربه قبل أن يحج للاقى ربه وقد تمت أركان إسلامه ؛ لأن الركن الخامس الذي هو الحج لا يجب عليه حين يعجز عنه .
وهل يجب على الإنسان إذا كان مريضًا أن يحج !؟
الجواب : لا ، ولو كان عنده مال ، لكن إن كان مرضه يُرجى زواله فلينتظر حتى يشفى ويحج بنفسه ، وإن كان مرضه لا يُرجى زواله وعنده مال فليوكل من يحج عنه ، لحديث ابن عباس - رضي الله عنهما - : ( أن امرأة أتت النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فقالت : يا رسول الله ! إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخًا كبيرًا لا يثبت على الراحلة أفأحج عنه !؟ قال : نعم ) . فصار العاجز عن الحج لمرض إن كان يرجو زوال مرضه انتظر ، وإلا وكل من يحج عنه إذا كان عنده مال ، أما من لا مال عنده فليس عليه حج .
امرأة عندها مال ، لكنها لم تجد محرمًا يحج بها ، هل عليها الحج !؟
لا . حتى لو كانت من أغنى النساء ، ولكن ليس لها محرم فلا تحج . أما إذا كان لها محرم وقالت له : حج بي وأنا أكفيك النفقة كلها ، هل يلزمه أن يحج معها !؟
الجواب : لا يلزمه ، اللهم إلا إذا كان لم يؤدِ الفريضة وأعطته مالاً يكفيه للحج ، فهنا نقول : يجب عليه الحج من أجل أنه لم يأتِ بالفريضة لا من أجل أن يكون محرمًا لها ، وتصحبه في هذه الحالة .
إذًا : هل تحزن المرأة إذا كان عندها مال ولم تجد محرمًا على أنه فاتها الحج !؟
الجواب : لا تحزن ولا تخشى العقوبة ؛ لأنه لم يجب عليها الحج ، ولو لاقت الله - عز وجل - للاقته بغير ذنب فيما يتعلق بالحج .
إنسان عنده مال ، لكن عليه دين يطالبه به صاحبه ، عنده - مثلاً - خمسة آلاف يمكن أن يحج بها ، لكن صاحب الدين يقول : أعطني ، هل يجب عليه الحج !؟
لا . لأن عليه دينًا ، ولا حج عى الإنسان إذا كان عليه دين وليس عنده ما يفضل عن الدين ؛ لأن الله تعالى قال : ( وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) . [ آل عمران : 97 ] .
وكثير من الناس ربما يستدينون من أجل الحج ، وهذا غلط ، ليس هذا من الشرع أن تستدين من أجل الحج ، الحج ليس واجبًا عليك ، أرأيت لو كان إنسان فقيرًا هل تجب عليه الزكاة !؟
الجواب : لا تجب ، أنت الآن لا يجب عليك الحج ؛ لأنك لا تستطيع ، فلماذا تندم !؟ ولماذا تحزن !؟ ولماذا تتكدر !؟ لا تتكدر يا أخي ليس عليك شيء . إذا كان على الإنسان دين وفي يده مال ، ويغلب على ظنه أنه إذا حلَّ الدين كان عنده ما يوفي به ، مثلاً : صندوق التنمية العقارية ، كثير من الناس عليهم ديون لصندوق التنمية ، لكنهم واثقون من أنفسهم أنهم إذا حل القسط سوف يوفونه ، وعندهم الآن مال يستطيعون الحج به ، هل يجب عليهم الحج !؟
الجواب : نعم . يجب عليهم الحج ؛ لأنهم مستطيعون ، أما إذا قال : أنا لست واثقًا أن أوفي إذا حل القسط ، وأنا الآن أجمع ، فهذا ليس عليه حج ؛ لأنه مدين .
كثير من الناس يقول : أرأيت إذا سمح لي صاحب الدين أأحج !؟
نقول : لا . ولو سمح لك صاحب الدين ؛ لأنه إذا سمح لك لم يسقط عنك شيئًا . أما لو قال : حج وأنا أسقط عنك مقدار نفقة الحج فحينئذٍ نقول : حج ، وأما إذا قال : أنا أطالبك ولكني أرخص لك أن تحج ما الفائدة !؟ لا فائدة ، ولهذا كثير من الناس يسأل ويقول : إن صاحب الدين قد أذن لي ، نقول : ليست العلة أن يأذن أو لا يأذن ، العلة أن ذمتك مشغولة ، وشغل الذمة بالدين أمر عظيم .
لو أحدثكم أن الرسول - عليه الصلاة والسلام - قدمت إليه جنازة ، صحابي من الأنصار ، فلما خطا خطوات سأل : ( هل عليه دين !؟ قالوا : نعم . يا رسول الله ! قال : إذًا صلوا على صاحبكم - ولم يصل عليه ، تأخر - حتى قام أبو قتادة - رضي الله عنه - وقال : يا رسول الله ! الديناران عليَّ ، قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : حق الغريم وبرأت ذمة الميت !؟ - أي : تلتزم للغريم تبرأ ذمة الميت - قال : نعم . فتقدم وصلى ) .
يعني : الدين إلى هذا الحد يمتنع الرسول - عليه الصلاة والسلام - من الصلاة على المدين إذا لم يكن له وفاء ، ونحن نتساهل به الآن ، يعتمر الإنسان وعليه دين ، يحج وعليه دين ، يفرش بيته بفراش فاخر وعليه دين ، يشتري سيارة فاخرة وعليه دين ، تجده يشتري سيارة بأربعين ألف ريال ، وهو يمكن أن يجد سيارة تكفيه بعشرة آلاف ، أليس كذلك !؟ بل إني سمعت بعض الناس يشتري بأكثر من أربعين ألف سيارة ويكفيه عشرة آلاف ، هذا من السفه في العقل ، لا تستهن بالدين أبدًا ، الدين صعب ، ولهذا يقال : إن الدين ذل في النهار وسهر في الليل ، لكن للإنسان العاقل ، أما الذي لا يبالي فهذا لا يبالي .
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق لما يحبه ويرضاه إنه على كل شيء قدير .
hana- مشرفة عامة
- عدد المساهمات : 936
السٌّمـــــعَة : 5
تاريخ التسجيل : 04/12/2008
العمر : 36
الموقع : برج بوعريريج
رد: الأعمال الصالحة لا تنقطع بعد انتهاء رمضان !
اكيد عمل الانسان لاينقطع الا عند موته
يعني هناك اناس يعملون الصالحات في شهر رمضان وعند انقضاء رمضان يعودو لفعل الخطايا وكان الله موجود فقط في هدا الشهر العظيم والاصح ان يواصلو فعل الخيرات طوال ايام حياتهم لان الله موجود في كل زمان ومكان
شكرا لك اخي على الموضوع المميز
يعني هناك اناس يعملون الصالحات في شهر رمضان وعند انقضاء رمضان يعودو لفعل الخطايا وكان الله موجود فقط في هدا الشهر العظيم والاصح ان يواصلو فعل الخيرات طوال ايام حياتهم لان الله موجود في كل زمان ومكان
شكرا لك اخي على الموضوع المميز
maroua.mary- عضو جديــد
- عدد المساهمات : 35
السٌّمـــــعَة : 3
تاريخ التسجيل : 08/11/2009
العمر : 30
الموقع : العناصر
رد: الأعمال الصالحة لا تنقطع بعد انتهاء رمضان !
بارك الله أختي الكريمة...وجزاك خيرا
إلا أن هناك كلمة قلتها وهي كلمة خاطئة عقديا وهي أن الله موجود في كل زمان ومكان...ولا شك أن هذه كلمة باطلة وهي من كلام أهل البدع من الجهمية والمعتزلة ومن سار في ركابهماوالصواب الذي عليه أهل السنة والجماعة أن الله سبحانه فوق العرش ، فوق جميع خلقه ، كما دلت عليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وإجماع سلف الأمة ، كما قال عز وجل : إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وكرر ذلك سبحانه في ست آيات أخرى من كتابه العظيم ، ومعنى الاستواء عند أهل السنة هو : العلو والارتفاع فوق العرش على الوجه الذي يليق بجلال الله سبحانه ، لا يعلم كيفيته سواه ، كما قال مالك رحمه الله لما سئل عن ذلك : ( الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ) ، ومراده رحمه الله : السؤال عن كيفيته ، وهذا المعنى جاء عن شيخه ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، وهو مروي عن أم سلمة رضي الله عنها ، وهو قول جميع أهل السنة من الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم من أئمة الإسلام ، وقد أخبر الله سبحانه في آيات أخرى أنه العلي كما قال سبحانه : فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ وقال عز وجل : إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وقال سبحانه : وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ في آيات كثيرة من كتاب الله الكريم ، صرح فيها سبحانه في العلو وذلك موافق لما دلت عليه آيات الاستواء ، وبذلك يعلم أن قول أهل البدع إن الله سبحانه موجود في كل مكان - من أبطل الباطل ، وهو مذهب الحلولية المبتدعة الضالة ، بل هو كفر وضلال وتكذيب لله سبحانه ، وتكذيب لرسوله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه من كون ربه في السماء ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم : ((ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء)) وكما جاء في أحاديث الإسراء والمعراج .
شكر الله سعيكم وبارك في جهودكم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلا أن هناك كلمة قلتها وهي كلمة خاطئة عقديا وهي أن الله موجود في كل زمان ومكان...ولا شك أن هذه كلمة باطلة وهي من كلام أهل البدع من الجهمية والمعتزلة ومن سار في ركابهماوالصواب الذي عليه أهل السنة والجماعة أن الله سبحانه فوق العرش ، فوق جميع خلقه ، كما دلت عليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وإجماع سلف الأمة ، كما قال عز وجل : إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وكرر ذلك سبحانه في ست آيات أخرى من كتابه العظيم ، ومعنى الاستواء عند أهل السنة هو : العلو والارتفاع فوق العرش على الوجه الذي يليق بجلال الله سبحانه ، لا يعلم كيفيته سواه ، كما قال مالك رحمه الله لما سئل عن ذلك : ( الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ) ، ومراده رحمه الله : السؤال عن كيفيته ، وهذا المعنى جاء عن شيخه ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، وهو مروي عن أم سلمة رضي الله عنها ، وهو قول جميع أهل السنة من الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم من أئمة الإسلام ، وقد أخبر الله سبحانه في آيات أخرى أنه العلي كما قال سبحانه : فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ وقال عز وجل : إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وقال سبحانه : وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ في آيات كثيرة من كتاب الله الكريم ، صرح فيها سبحانه في العلو وذلك موافق لما دلت عليه آيات الاستواء ، وبذلك يعلم أن قول أهل البدع إن الله سبحانه موجود في كل مكان - من أبطل الباطل ، وهو مذهب الحلولية المبتدعة الضالة ، بل هو كفر وضلال وتكذيب لله سبحانه ، وتكذيب لرسوله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه من كون ربه في السماء ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم : ((ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء)) وكما جاء في أحاديث الإسراء والمعراج .
شكر الله سعيكم وبارك في جهودكم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى