فكان العيب في فهم الفاهم لا في كلام المتكلم
صفحة 1 من اصل 1
فكان العيب في فهم الفاهم لا في كلام المتكلم
قال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله :
وكلام الله و رسوله و كلام العلماء مملوء بما يفهم الناس منه معنى فاسدا
فكان العيب في فهم الفاهم لا في كلام المتكلم الذي يخاطب جنس الناس كالمصنف لكتاب أو الخطيب على المنبر ونحو هؤلاء
فإن هؤلاء لا يكلفون أن يأتوا بعبارة لا يفهم منها مستمع ما معنى ناقصا فإن ذلك لا يكون إلا إذا علم مقدار فهم كل من يسمع كلامه ويقرأ كتابه
وهذا ليس في طاقة بشر
و الله تعالى ما أرسل رسولا إلا بلسان قومه ليبين لهم
فما يمكن بيان الرسول إلا على طريقة اللغة المعروفة وإن وقع خطأ في فهم بعض الناس
والله تعالى أنزل كتابه بلسان العرب وهو لابد أن ينزله بلسان من الألسنة و أكمل الألسنة لسان العرب و أكمل البلاغة بلاغة القرآن باتفاق أهل العلم بذلك
وقد غلط في كثير من فهم القرآن من لا يحصيه إلا الله تعالى
حتى في زمن النبي eفهم طائفة من قوله تعالى ) حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ( أن المراد به الخيوط التي هي من جنس الحبال
وفهم بعضهم من قوله تعالى ) وإن منكم إلا واردها ( أن المراد دخولها و التعذيب فيها
وكلام الله و رسوله و كلام العلماء مملوء بما يفهم الناس منه معنى فاسدا
فكان العيب في فهم الفاهم لا في كلام المتكلم الذي يخاطب جنس الناس كالمصنف لكتاب أو الخطيب على المنبر ونحو هؤلاء
فإن هؤلاء لا يكلفون أن يأتوا بعبارة لا يفهم منها مستمع ما معنى ناقصا فإن ذلك لا يكون إلا إذا علم مقدار فهم كل من يسمع كلامه ويقرأ كتابه
وهذا ليس في طاقة بشر
و الله تعالى ما أرسل رسولا إلا بلسان قومه ليبين لهم
فما يمكن بيان الرسول إلا على طريقة اللغة المعروفة وإن وقع خطأ في فهم بعض الناس
والله تعالى أنزل كتابه بلسان العرب وهو لابد أن ينزله بلسان من الألسنة و أكمل الألسنة لسان العرب و أكمل البلاغة بلاغة القرآن باتفاق أهل العلم بذلك
وقد غلط في كثير من فهم القرآن من لا يحصيه إلا الله تعالى
حتى في زمن النبي eفهم طائفة من قوله تعالى ) حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ( أن المراد به الخيوط التي هي من جنس الحبال
وفهم بعضهم من قوله تعالى ) وإن منكم إلا واردها ( أن المراد دخولها و التعذيب فيها
و فهم بعضهم من قوله ) فسوف يحاسب حسابا يسيرا ( أنه قد ناقش العبد الحساب و ينجو
و مثل ذلك كثير
الاستغاثة في الرد على البكري صـ 342
رد: فكان العيب في فهم الفاهم لا في كلام المتكلم
وأما قوله في الوجه الأول إن القصد إذا صح كان وجوب بيان المقصود بعبارة موضوعة له حق الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فله تركه إذا عبر عن نفسه وغيره إذا خالف موجب الأدب معه في العبارة كفرناه على ما سلف
فيقال له هذا من جهلك فإن التعبير عن المعاني بالألفاظ يتعلق باللغة ليس هذا من الحقوق ولا له مدخل في هذا بل الواجب أن يعبر عن المعنى باللفظ الذي يدل عليه فإن كان اللفظ نصا أو ظاهرا حصل المقصود وإن كان اللفظ يحتمل معنيين أحدهما صحيح والآخر فاسد تبين أن المراد هو الصحيح وإن كان اللفظ يوهم بعض المستمعين معنى فاسدا لم يطلق إلا مع بيان ما يزيل المحذور وإن كان اللفظ يوهم معنى فاسدا لم يخاطب بذلك اللفظ إذا علم أنه يوهم معنى فاسدا لأن المقصود بالكلام البيان والإفهام وأما إذا كان اللفظ دالا على المراد وجهل بعض الناس معناه من غير تفريط من المتكلم فالدرك على المستمع لا على المتكلم
الاستغاثة في الرد على البكري [2/608]
فيقال له هذا من جهلك فإن التعبير عن المعاني بالألفاظ يتعلق باللغة ليس هذا من الحقوق ولا له مدخل في هذا بل الواجب أن يعبر عن المعنى باللفظ الذي يدل عليه فإن كان اللفظ نصا أو ظاهرا حصل المقصود وإن كان اللفظ يحتمل معنيين أحدهما صحيح والآخر فاسد تبين أن المراد هو الصحيح وإن كان اللفظ يوهم بعض المستمعين معنى فاسدا لم يطلق إلا مع بيان ما يزيل المحذور وإن كان اللفظ يوهم معنى فاسدا لم يخاطب بذلك اللفظ إذا علم أنه يوهم معنى فاسدا لأن المقصود بالكلام البيان والإفهام وأما إذا كان اللفظ دالا على المراد وجهل بعض الناس معناه من غير تفريط من المتكلم فالدرك على المستمع لا على المتكلم
الاستغاثة في الرد على البكري [2/608]
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى