منتدى برج بوعريريج
مــــــرحبا بــــــــكم فـــــي منــــتدى بـــرج بــــوعــريــريــج

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى برج بوعريريج
مــــــرحبا بــــــــكم فـــــي منــــتدى بـــرج بــــوعــريــريــج
منتدى برج بوعريريج
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

"لا .. ثم .. لا"

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

"لا .. ثم .. لا" Empty "لا .. ثم .. لا"

مُساهمة من طرف أبو مصعب زكرياء السلفي ال الثلاثاء ديسمبر 08, 2009 5:48 am

"لا .. ثم .. لا" 10551406


لفضيلة الشيخ محمد بن عبد الحميد حسونة -حفظه الله تعالى ..

بعد البسملة والحمدلة والحوقلة، أقول :
..
قال الله تعالى :
"... فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ ..."
سورة "النساء" الآية (34)
..
وقال رسوله – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم :
" ... ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله رب العالمين ..."
متفق عليه .
..
وأثر عن كثير من السلف الصالح قوله :
" لو استؤمنت على بيت مال للمسلمين لكنت عليه أمينا، ولا آمن نفسي على أمة شوهاء"
ذكر بلفظه ومعناه عن كثير من الأئمة الأمناء : كسعيد وعطاء والثوري وميمون وغيرهم أئمة صدق وبر .
..
قلت :
فإذا كان ذا حال الرجال، فكيف بالنساء وهن الضعيفات ؟!
والعاصم الله، هو حسبنا ونعم الوكيل .
..
أما بعد

....إن مما يحزن النفس ويؤلمها، ويشغل الذمة ويؤرقها،- وقد كانت في عافية : تلكم الشكاوى الحزينة ذات التوجع والآنين، المسفرة عن انتكاسة طيبات وطيبين، والتي تشكوا إلى الله تعالى ضعفها، ثم تستغيث العلماء الأتقياء في دفعها .

.... شكاوى الحاجات وأعظمها الحاجة إلى السكن والمودة .

.... فلكم يباغتني هاتفي بتداخل دموع ندم مع أحرف آسى، تتدفق من أعماق طهر تلوث، وعفاف تعكر .

....تحكي مع غاية الأسف وبالغ الأسى مع تعثر كلماتها لكلمها، واختلاط أحرفها لاضطراب أنفاسها لمصابها . تحكي عن حالها إبان عافيتها، ثم تنحدر مائلة متمتمة عن بلائها ومآلها .

....تحكي عن صدر ضاق بنفس محبوس بين جدران انكسار، عن ذلة نَذرة مَزرة([1]) ذليلة، تكالبت وترادفت لتصير براكين من الشهوات والنزوات عسيرة : زلزلزت إيمان، وحطمت جنان، وحركت طمع شيطان، وسرّحت نفسا أمارة كانت بين أغلال وقضبان .

....تحكي كيف غاب الضجيع - حسيا أو معنويا : بسفر أو هجر - وغاب معه الرقيب، وارتفع عقد المراقبة، ليكشف عن ضعفِ، تلاعب به عاهر، فاستأسد ليستأثر بأسماع ظعينة – بقصد أو بغير قصد - ثم ما فتيأ أن غاص إلى قلبها ومنه إلى فرجها، وهي منساقة معه كأحطّ بهيمة وهي مهينة : يحدثها عن جمالها، ورحمته . عن حنانها، وشفقته . عن حقها، وأهليته ... إلخ .

....تحكي في استعلاء عن مقاومتها عن إيبائها عن استبسالها في أول أمرها ، ثم .. وهنا يغلبها صراخ عفتها، ويلجمها شناعة فجرتها، لتنطلق آهات مع عبرات، وتنطق بلسان نفس لوامة، فتحدث عن عهر كان ، وفجر ثار وفار!

....تحدثني قاتمة قائلة : أنا أستحي من زوجي، أنا خاطئة في حقه، وهي والحالة هذه تستعلي بخصاله وتستعلن بحبه، وقد لوثت الغاوية فراشه، وهتكت الغادرة ستره، وأهدرت الوضيعة حرمته، وألصقت به وبنيه المسبّة، وخانته بالغيب فكيف بالشهادة؟! وقد قال اللهتعالى : { ... وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ }سورة "البقرة" الآية(237) كما قال : "فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ ..." سورة "النساء" الآية (34)

.... خالفت قوله تعالى : "ولا تقربوا الزنا" فاختلفت وتخبطت واختلت . ولو أنها عقلت : لامتنعت، وركلت العهر ولطمت العاهر بقولها وحالها : لا .. ثم .. لا .....

....الأمر .. الذي يفزعها مني شدة تعجب وتكرار إنكار، مشفوع باسترجاع واستغفار، ودعوة ملحّة إلى التوبة وعدم الأوبة، مع ضرورة الستر على النفس من النفس فضلا عن أي نفس، وهجر المعصية والعاصي والمكان، وصيانة العين والسمع والجنان، لتسلم من وساوس إنس وأزّ جان، وتصفوا لعبادة الرحيم الرحمن .

....هذا .. ولعظم المصاب وقوة الفجيعة، وتعاليها العليل مع تعللٍ غليل؛ استُنفر النصح وهُيّج البيان؛ ليقف برزخا دون تكرار انحدار، مانعا من ولغان أو روغان، قاضيا بضرورة التطهر بالتوحيد، والتشرف بالعلم المجيد، كسبيل واق رشيد لكل رشيد { خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ } سورة "ق" الآية(33)

....سقته اختصارا بغية الاستقراء والانتشار لتشمل الفجار كذا الأخيار، في صورة تعليل ومن ثم إعلاله ( تلبيس فتفليس ) دون إسهاب في التدليل لما تقدم من تعليل . فأقول راغبا راجيا :


------------ ( الحاشية ) ------------

([1]) المَزر : الشرب القليل، وقيل الشرب بمرّة . انظر "لسان العرب" (13/93) .
أبو مصعب زكرياء السلفي ال
أبو مصعب زكرياء السلفي ال
مشرف عام
مشرف عام

عدد المساهمات : 606
السٌّمـــــعَة : 7
تاريخ التسجيل : 17/09/2009
العمر : 35
الموقع : الدار البيضاء/ المغرب

http://www.marok1.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

"لا .. ثم .. لا" Empty رد: "لا .. ثم .. لا"

مُساهمة من طرف أبو مصعب زكرياء السلفي ال الثلاثاء ديسمبر 08, 2009 5:53 am

تلبيس فتفليس :

دعوى : الفقر العاطفي !

..
....أقول : إن الدعوة الشهوانية بل البهيمية التي تلوكها دون استحياء ألسن أسنة أعجمية عن حاجة المرأة إلى عواصف من العواطف، تلكم الدعوة الملحّة إلى إمطار الزوجة بكلمات العشق ونظم الأشعار وانتظام الهدايا مع الهيام مزاحمة للهوام، في حصر وقصر، هي في حقيقتها دعوات لئام أو نيام .

....والتي تولى كبرها عبدة الهوى، وسكبتها أوعية ملوّثة، طفحت على صفحات طهرنا وأرض جديتنا؛ لتؤذي جموع الحقوق، وتزكم أنوف العقول .

....وأقول : إن في الأوقات واجبات، وحياة البشر – كل البشر- لا تخلو من أخذ وهات :

..
ويوم لنا ويوم علينا *** ويوم نُساء ويوم نُسر .


....ولا زلنا في مجتمعاتنا الإسلامية السامية نقدّس الحياة الزوجية، طاعة لرب البرية، وظلت الملايين من سنين في سكينة راضين، معبرين عن عواطفهم بحسبهم وحسبها، فمنهم من يعبر بلسان المقال، وآخر بلسان الحال، مع مراحاة الحال، في رباط كريم ووشيجة أشهر من شامة، شكرنا عليها الشاهد، وحسدنا عليها الشانئ .

....وأفرزت هذه الدعوى اللهث وراء المثيرات - وأكثرهاسراب - فتلوثت وشائج، وذبلت روابط وتمزقت صلات .

....ومن عجب - لا أعجب منه - تعاسة أرباب تلكم الدعاوى وشقائهم وشقاء نسائهم؛ لجهلهم أن السعادة في الإيمان، والسلامة في الإسلام .

....فدعوى فقدان اهتمام أو إهمال عاطفة، دعوة جحودة عارية عن إقرار فشكر([1]) .

....يردها واقع النكاح : إذ لا يخلو اجتماع زوجين من جماع – بعد أو قرب- وفيه ما فيه من سكب الحنان، والمُنى مع المَني، بعد قوة الالتصاق وشدته، وتدفق العسيلة مع أعذب الكلمات([2]).
....
....والغرض من عال العرض : قطع الطريق على المُعربِدة أربابِ العربَدة المزينين الباطل، وأزواجهم – أشكالهم- المسوغين لأنفسهم الباطل، فنقول لهم جميعا : لا .. ثم .. لا .

....إن الصلة بين الزوجين صلة كريمة، ذات ميثاق وصف بأنه غليظ، ورابطة، نعتت بأنها آية، ثم جاءت الشريعة بتهذيبها وتنقيتها وتكميلها وتجميلها([3])، وهي حكم من علم وخلق "أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" سورة "الملك" الآية(14)
..
....دعت الزوجين إلى مراقبة الله تعالى في السر والعلن، حثت على حسن التبعل وجمال بل كمال العشرة، ومن ذا مما له تعلق ببانا الصبر– عن سوء خلق، لأخلاق – والرضا بالقضاء مع الاحتساب، أما أن يطلق العنان للجوارح والجنان في الزور والبهتان ، فلا .. ثم .. لا .

تلبيس فتفليس :
ابتليت بخنذع([4]) لا يغار عليّ، ويُعرضني للفتن .

..
....أيا أمة الله، أنت مأمورة وهو كذلك مأمور، فإن قصّر هو، فمأزور، فاحذري أنت، وعليك بعمل مبرور .

....رددي بنفسك على نفسك "{ قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } سورتي "الأنعام" الآية(15) و"الزمر" الآية(13)

....كرري "إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ" سورة "يونس" الآية(15)

....قولي بقوة لعترتك وعشيرتك وقومك :{ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةً مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ } سورة "هود" الآية(63)

....وتدبري متأولة قوله تعالى : { وكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً * اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً" سورة"الإسراء" الآيتان(13- 14)

....أتحبين أن تأتي الحيي العلي وفي صحيفتك هذا العمل الردي ؟!!!

....الجواب بلا ارتياب : لا .. ثم .. لا .

تلبيس فتفليس :
التعلل بتقصيرها لتقصيره! وله تعلق بسابقه .

..
....والجواب : لا أسوة في الخطأ، والأمر تعلقه بحُرمة الشرع قبل حق النفس! والإمعات مذمومات، والواجب توطين النفس على فعل الخيرات، وتجنب المنكرات؛ اتباعا واحتسابا .

....ومن جميل القول والقول الجميل ما قاله الإمام العلم أبو محمد ابن حزم الأندلسي – رحمه الله تعالى – مما له تعلق بالمقام، إذ قال ناصحا : "لم أر لإبليس أصيد ولا أقبح ولا أحمق،من كلمتين ألقاهما على ألسنة دعاته :

....إحداهما : اعتذار من أساء بأن فلانا أساء قبله .

....والثانية : استسهال الإنسان أن يسيء اليوم لأنه قد أساء أمس . أو أن يسيء في وجه ما؛ لأنه قد أساء في غيره ""الأخلاق والسير" ص(31)قلت : صدق وبر ونصح، لله دره .

....نذكر هذا ونذكر معه قول العربي الأول للموافقة : " ضرطت فلطمت وجه زوجها "

....هذا وفي باب الوفاء تحدثنا أخبار أيامنا عن امرأة بنجلادشية – وهؤلاء من فقرهم - مع صلاح فيهم كما خبرتهم - ضعاف البنية – كيف صرعت نمرا دفاعا عن بعلها ! .

....فلما لا تصرعين كلب هواك وذئب نزواتك وتزودين عن فراشك، لله تعالى ثم حفظا لجناب بعلك – سيدك – صيانة لشرفك، وسلامة لنسبك، وكرامة ولدك .

....بل تخبرنا عقائد غير المسلمين كيف أن المرأة إذ هلك زوجها حبست معه في قبره حتى قبرها . ونحن الذين في علياء الطهر وسمو العفاف يكون من بعضنا ذا !!! لا .. ثم .. لا .

تلبيس فتفليس :
دعوى : إنها مجرد شبق مشافهة، مجردة عن مواعدة ومواقعة .

..
....أقول : أن الحكم الشرعي الثابت المتقرر أنه لا يجوز التلذذ بسماع حديث الأجانب، وإن كان في مباح، فكيف بالحرام؟!!! هذا أولا .

....ثانياً : أن الرفث المذكور محرم ومجرم ووسيلة محرمة إلى المحرم ( الفحشة ) وقد تقرر أن "الوسائل لها أحكام المقاصد" ومستندها لا يحتاج إلى تدليل فضلاً عن تعليل؛ لكونها حقيقة لا يختلف عليها اثنان ولا ينتطح عليها عنزان، بل لا يصطدم بها الأعشى، ويكاد يبصرها الأعمى .

....ثالثاً : إذا كان نبينا – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم- شبّه الذي يشيع ما بينه وبين زوجه، والتي تذيع ما بينها وبين زوجها : بالشيطان والشيطانة!([5]) فكيف بمشيع ومشيعة الفحش بين المؤمنين؟! فكيف بمتعاطيته ومعاقريه؟!!!

....هؤلاء وأضرابهم داخلون بل مخاطبون بقوله تعالى { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } سورة "النور" الآية (19)

ويدخلون ضمناً في وعيد "{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ ... إلى قوله ... حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ } سورة "المجادلة" الآية(Cool

وعن علي بن أبي طالب – رضي الله تعالى عنه- قال : " القائلُ الفاحشةَ والتي يشيع بها، في الإثم سواء" "صحيح الأدب المفرد للإمام البخاري" للعلامة الألباني ص(431-432)

....لذا .. نقولها صارخين لهؤلاء الفاسدين المفسدين : لا .. ثم .. لا .

تلبيس فتفليس :
دعوى : وجدت في العاهر ما ليس عند زوجي ؟

....أقول : حقيقة الرجل واحدة، كما أن حقيقة المرأة واحدة، والعسيلة عامة، والتفاضل بين المكلفين واقع ابتلاءا، والعطاء مقسوم، والرضى به محبوب، وكل له وعليه، والقناعة كالرضا لا يعدلهما شيء .

....فإن كان في العاهر ما ليس عند حلالك – وهو حظك وأنت حظه- فكذلك في غيرك ما ليس فيك . أتحبين من زوجك فُجر كفجرك ؟

....إن قالت : لا .. ثم .. لا ، وانقشعت، رشدت .

....وإن كانت الآخرى ، فسدت، ودخلت في وعيد "وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ" سورة "يونس" الآية (40) لأن "...اللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ" سورة "البقرة" الآية(205) كما "...لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" سورة "المائدة" الآية(64) ونبشر هؤلاء بـ "إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ" سورة"يونس" الآية(81)

....وإنما أمره : "َأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ" سورة "الأعراف" الآية(142) { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } سورة "القصص" الآية(77)

....وحقيقة الأمر: أنه تزيين الشيطان وأزّه، ليحزن الذين آمنوا، ويوقع بينهم العداوة والبغضاء

....وقضاء ربنا – سبحانه - وسنته : { أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ } سورة "ص" الآية(28)

....ونذكّر الزوجين – وبالمناسبة لفظ الزوج لفظ يطلق على الجنسين، ومعناه : المتمم المكمّل، وفي هذا إيماءة إلى التكامل لا التنافر، إلى التناصح لا التفاضح- بالإحسان قدر الإمكان فإن بخل زوج بلمس أو لفظ، استحلبه منه الآخر، أو أمطره ديمه، و"الطبع سراق شعرت أو لم تشعر" قاله شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى .

....الحاصل : نذكر الزوجين بقول الأول : " لو قلت حسنا لسمعت حسنا" فإن خرستما – وهذا محال([6])- فالصبر مع الاحتساب، أما التقلب والتفلت فلا .. ثم .. لا .

....لقد كانت المفتونة قبل فتنتها تجود سخاءًا بحسن تبعل، وتتابع بين تلطف وتودد، تهدي الطيبات وتهب الابتسامات، فإذا بها ساخطة صاخبة، كئيبة كريهة، تخاصمها السنة ويحاججها القرآن . ينكرها الكفران، وينفر منها الجدران .

....وحدث عن عجب البعل والعيال فالعائلة كذا الجيران . والعلة داء ذاك العليل أو تلك العليلة . وأمام هذا البغي والعدوان، نقول : لا .. ثم .. لا .


-------- ( الحاشية ) ---------

([1]) في صحيح الإمام البخاري – حمه الله تعالى- تاب النكاح "باب حسن المعاشرة مع الأهل" إبان شرح حديث أم زرع، قال الحافظ – رحمه الله تعالى : " فيه : حسن عشرة المرء أهله بالتأنيس، والمحادثة بالأمور المباحة ما لم يفض ذلك إلى ما يمنع .

....وفيه : المزح أحيانا وبسط النفس به، ومداعبة الرجل أهله وإعلامه بمحبته لها ما لم يؤد ذلك إلى مفسدة تترتب على ذلك من تجنيها عليه وإعراضها عنه ...

....وفيه : ذكر المرأة إحسان زوجها

....وفيه : إكرام الرجل بعض نسائه بحضور ضرائرها بما يخصها به من قول أو فعل، ومحله عند السلامة من الميل المفضي إلى الجور...

....وفيه : حض النساء على الوفاء لبعولتهن، وقصر الطرف عليهم، والشكر لجميلهم..." انظر "الفتح" (9/185-186) ط . دار الريان للنراث .

([2]) جاء رجل إلى أحد سادات التابعين، ابن سيرين – رحمه الله تعالى- يسأله عن فحشه القول حال الجماع . فتبسم المسؤول مقراً قائلا : "أفحشته اللذة" إلى غير ذلك من أمثلة . وفي تقرير ذلك آيات وأحاديث وأخبار عن السلف الأطهار .


([3]) قال العلامة شمس الدين ابن القيم - رحمه الله تعالى – في سياق حديثه عن هدي النبي - صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم - في الجماع : 'وأماالجماع فكان هديه فيه أكمل هدى، يحفظ به الصحة وتتم به اللذة وسرور النفس، ويحصلبه مقاصده التي وضع لأجلها، فإن الجماع وضع في الأصل لثلاثة أمور هي مقاصدهالأصلية:

....أحدها: حفظ النسل، ودوام النوع إلى أن تتكامل العدة التي قدر اللهبروزها إلى هذا العالم.

....الثاني: إخراج الماء الذي يضر احتباسه واحتقانهبجملة البدن.

....الثالث: قضاء الوطر ونيل اللذة والتمتع بالنعمة.

وهذه وحدها هي الفائدة التي في الجنة إذ لا تناسل ولا احتقان يستفرغه الإنزال' "زادالمعاد..."(4/228)

....وذكر شيخه – شيخ الإسلام العلم الإمام : أن الواجب على الزوج إشباع زوجته منه، في إعراب معرب ومعبر . وقيّد هذا بقدرته وحاجتها . نسأل الله تعالى أن يسبل علينا ستره في الدارين، ويسدل علينا إيمانا ذا يقين، وطهارة إلى يوم الدين، ويحشرنا في زمرة الطيبين المطيبين . أمين .
....
([4]) الخنذع : القليل الغيرة على أهله، وهو الديوث، مثل القُنذُع . "لسان العرب" (4/229)

([5]) في الصحيح عن أبي هريرة – رضي الله تعالى – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال : "هل منكم رجل إذ أتى أهله فأغلق عليه بابه وألقى عليه ستره واستتر بستر الله . قالوا : نعم . قال : ثم يجلس بعد ذلك فيقول فعلت كذا فعلت كذا . فسكتوا

....ثم أقبل على النساء فقال : هل منكن من تحدث؟ فسكتن .

....فجثت فتاة كعاب على إحدى ركبتيها وتطاولت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليراها ويسمع كلامها فقالت : يا رسول الله إنهم ليحدثون وإنهن ليحدثن

....فقال : هل تدرون ما مثل ذلك؟ إنما مثل ذلك مثل شيطانة لقيت شيطانا في السكة فقضى حاجته والناس ينظرون إليه ..." "صحيح الجامع.." بقم (7037)

....وعن أبي سعيد الخدري – رضي الله تعالى عنه- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " إن أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة – وفي رواية - إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامةالرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها " رواه الإمام مسلم وانظر "المشكاة" برقم(3190)

([6]) فإن عجزا عن بيان للمقام، فلا أقلّ من أن يشطرا اللفظ المطابق للحال ( نكاح ) ويتشاطراه.
أبو مصعب زكرياء السلفي ال
أبو مصعب زكرياء السلفي ال
مشرف عام
مشرف عام

عدد المساهمات : 606
السٌّمـــــعَة : 7
تاريخ التسجيل : 17/09/2009
العمر : 35
الموقع : الدار البيضاء/ المغرب

http://www.marok1.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

"لا .. ثم .. لا" Empty رد: "لا .. ثم .. لا"

مُساهمة من طرف أبو مصعب زكرياء السلفي ال الثلاثاء ديسمبر 08, 2009 5:57 am

تلبيس فتفليس :
دعوى أسر الحُب وضعف الانفكاك
..
....قد خبرنا أن أكثر المبتلين بذا الداء يبغضون فعلهن بل أنفسهن بغضا، وأشدّ من ذا يبغضون الفاجر الذي أفسدهن أو طاوعهن على فسادهن .

....بيد أن بعضهن لغفلتهن تتعللن بأنها أسيرة كلماته حبيسة اتصالته، وما علمت المغرورة أنه الغرور، جهلت أنها نزوة عابرة ثم لفظة غادرة، وتلقى مدرجة بأوحالها إلى غيرها، لتحيط بها آثار معصيتها، ويطاردها شبح انحطاطها، فيقبرها قبل قبرها .

....أقول : إن للحب أسباب ونتائج، بها يعلم حلاله من حرامه، صادقة من كاذبه، فأي حبّ هذا الذي يربط بين خائنين فاجرين!

....أنها النزوة الشهوانية، والحاجة البهيمية، والوسوسة الشيطانية، عند غياب المراقبة الإيمانية!....

....نذكر حب أولئك حزنين كاسفين ونذكر معه ما صحّ : عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي - رضي الله عنهما - أنها جاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت يا رسول الله : إني أحب الصلاة معك .

....قال : قد علمت أنك تحبين الصلاة معي وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي

قال : فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه .

وكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل" "صحيح الترغيب والترهيب" برقم(340)

....فلتفش كل خرّاجة ولاّجة، ولتنظر كل رادة([1])، في نفسها، لتقف أي الحبين في قلبها ؟! فمرحبا بالحلال وكرامة، أما الحرام : فلا .. ثم .. لا .
....
تلبيس فتفليس :
هجوم الشهوات مع هجر الضجيع - لضرّة، أو مرض، أو هجر، أو سفر، أو انشغال .
..
....والجواب : أمّا عساكر الشهوات ودساكر الشبهات فتتحطم أمام صولة الإيمان، ينسفها سلطان العلم نسفا، وتحيلها التقوى لتصير كالفراش المبثوث، ويأتي دور عبق الأدب وعريق النسب ليجهز على ما في خبايا الزوايا، ويزهق خفايا البلايا .

.... لذا أقول : إننا لا نقبل قط ولن نقبل – تحقيقا لا تعليقا – دعاوى : الفقر العاطفي، أو طول هجر المضاجع أو الضجيعة، أو .. أو . مما يتذرع به عاهر أو عاهرة، إذ الزنا حرام، ومرادي هنا المعنى العام له – زنا العين، وزنا السمع، وزنا اليد، وزنا القدم ، ناهيك عن فجر الفرج .

....وإما صحبة بمعروف أو فراق بإحسان، ليكون معه اتصال آخر كريم بكريم .

....أما تعليل العهر فضلا عن تسويغه، فلا .. ثم .. لا .

....ولتسأل صاحبة الدعوى عن ملايين العوانس والمطلقات، وهن والحالة هذه أرباب طهر أصحاب عفاف، لسان حالهن ومقالهن : نكاح كريم أو بقاء ذو كرم، أما الحرام : فلا .. ثم .. لا .

تلبيس فتفليس :
دعوى : طول غياب الزوج

....أقول : قوله تعالى في معرض الثناء ومقام المدح : "... فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ ..." فالقنوت : حالها حال شهادته، والحفظ : لنفسها وماله وعياله حال غيبته . وهذا مع كونه من توفيق الله تعالى وإرادة الخير لهما، هو من نعيم الدنيا وعاجل البشرى قبل الآخرة .

....وكم وكم من كريمة نبيلة غاب بعلها، فحفظته الأمينة بالغيب كما الشهادة، كانت حصناً حصيناً امتنع من الدنو من حماها شيطان، فذكرت بامتنان وعوملت بإحسان .

....كيف لا ؟ وهي فراش طاهر، ومركب كريم، وصحبة صافية، وعاقبة حسنى – تعليقا لا تحقيقا- والرب رقيب وعلى خلقه شهيد { أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ } سورة "الجاثية" الآية(21)

....الحاصل : أن يتعلل فاجر أو تنحط فاجرة بدعوى البعد – الحسي أو المعنوي- أو الفقر – المادي أو العاطفي- لتتمرغ في أوحال الفاحشة، ويتقاذفها الفجرة فاجرة! فلا .. ثم .. لا .

تلبيس فتفليس :
دعوى : الضعف البشري أمام تكالب كلاب وذئاب الأعراض .

....أقول : أن يتلصص ذئب شره شرس ويتصور محراب تقيّة فيفسد عليها علاقتها بربها ثم ببعلها([2]) وعيالها ، فلا .. ثم .. لا .

....أن تضعف قريرة أمام مراودة أمرد أو مارد، فلا .. ثم لا .

....هم مع ضعفهم الإيماني ذووا ضعف عقلي وبدني، إذ استسلموا أمام أول عارض، واستكانوا تحت رغبة داني، استفرشهم الفجر، وأفسدهم العهر، فحق عليهم القذف والجلد والرجم والهجر ، إذ هم أوبئة المجتمعات، وفسدة الأوقات، وسبة الذكريات، وإن ذكر العداء ذكروا، وأن ذكر أهل الولاء : قلنا : لا .. ثم .. لا .

....إن مسؤولية طهر مجتمعنا الإسلامي السامي في تشريعته وسلوكه مسؤولية عامة، فحينما يُمسّ من إبليس أو يشغله أزّ شيطان، نقول لهم بلسان الحال والمقال في المقام : لا .. ثم .. لا .
..
ألا فاعلموا :
..
....أن المسلمون جسد واحد، لُحمة واحدة، ذمتهم واحدة . وحماية العرض من مقاصد الشريعة وكليَّاتها .

....بل " كان العرب في الجاهلية يعدّون الأعراض ذروة شرفهم، وعنوان عزهم، لذلك تفننوا في حمايتها وعانوا لسلامتها وجهدوا بل وجاهدوا دفاعا عنها، يقتحمون كل صعب، ولا يضنون بأي غال، ويبذلون كل نفيس، حتى يظل شرفهم سليما من الدنس، ويبقى عرضهم بعيدا من النجس : بمسّ أو حِسّ .

....ولم يكن شئ يثير القوم كالاعتداء على نسائهم أو المساس بهن، وكأن القوم ولدوا مع الغيرة، رضعوها حتى تضلعوها، ونحن على الأثر .

....ألم تنشب حروبهم وتضطرم نيرانها بسبب الأعراض، وكانوا يقولون في إيباء متوج بغيرة، مكسو بنخوة وشهامة شامة : "العفة جيش لا يهزم" "مجمع الأمثال" للميداني .

....ألم يقولوا في أمثالهم الشائعة الذائعة "عار النساء باق"مجمع الأمثال" مما يدل على أن أعراضهم عندهم محترمة مصونة، بل هي كما قالوا "أعز من أنف الأسد"([3]) .

....ألم يقولوا " كل شيء مَهَهٌ إلا حديث النساء" والمَهَهُ والمهاه : الشيء الحقير اليسير ... ( وأحد معنييه ) أن كل شيء يهون ويطرح، إلا ذكر النساء؛ أي : أن الرجل يحتمل كل شيء إلا ذكر حُرَمِه" انظر"النهاية في غريب الحديث والأثر" لأبي السعادات ابن الأثير ص(889) ط. ابن الجوزي .

....ألم تحمل عنهم الليالي وتنقل عنهم الأيام، قولهم الماتع المانع في صيانة الأعراض "تموت الحرة ولا تأكل بثدييها" ومثله قولهم "موت الحرة خير من العرة" "مجمع الأمثال"

أصون عرضي بمالي لا أدنسه *** لابارك الله بعد العرض بالمالِ

....وكثرت أقولهم في ذا كثرة متكاثرة، لما للأعراض عندهم من شأن وأي شأن .

....ألم ينقل لنا تاريخ العرب حادثة مَن نحر الدابة التي زفت عليها عروسه، حتى لا يطأها رجل بعدها، فيجد دفأ مقعدها، غيرةً .

....ألم يتناقلوا خبر أعرابيّ سقط خمار زوجته فرأى رجلاً ينظرإلى زوجتِه ويقلّب نظره فيها، فطلّقها! ولما عُوتب في ذلك قال :
....
وأترك حبّها من غيـر بغـضٍ *** وذلـك لكثــرةِ الشـركــاءفيــه .

....ألم يقل عنترة – وهو الجاهلي :
....
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي *** حتى يواري جارتي مأواها .
..
....أوليس من نخوتهم وغيرتهم، وحفظهم لأعراضهم : أنه كان من عادتهم إذا وردوا الماء أن يتقدم الرجال والرعاء ثم النساء بعد ذهابهم، يغسلن أنفسهن وثيابهن ويتطهرن آمنات ممن يزعجهن . فمن تأخر من الرجال عند الماء حتى يأتي النساء فهو الغاية في الذل والمهانة، وبها يعير بينهم .
..
....بل .. في إحدى قبائلهم : " لا تتزوج المرأة أكثر من زوج واحد، فإذا مات لم تتزوج بعده... ومن زنى في بلدهم أحرق هو والتي يزني بها" . "معجم البلدان" (3/443)...
..
....إلى غير ذلك .. فنعما مجتمع العرب الذي قام على الإباء والاعتزاز بالشرف، نهد فهوده مع زئير أسوده؛ دفعاً للضيم، وطلباً للاستعفاف؛ إذ العدوان على الاعراض والنزو على الحرمات يجلب الويلات والحروب، وينقشع عن ذلّ وهوان، وتلال من ركام البهتان، مما يدك حصون طهر السِيَر، فتأتي ريح الذكر لتقتلعه وتلقيه في ألواح المذمة والقدح ...


-------- ( الحاشية ) --------
..

([1]) امرأة رادة : إذا أكثرت الاختلاف إلى بيوت جاراتها . "لسان العرب"(5/366)

([2]) هذا وقد جاء الوعيد الشديد ذو التقريع والتوبيخ لصنيع هذا الصنف العربيد، فعن أبي هريرة–رضي الله تعالى عنه-قال : قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من خبّب امرأة على زوجها ..." "صحيح الترغيب والترهيب" (2/448) باب الترهيب في إفساد على زوجها والعرض على سيده ، برقم (2014) .

....وعن ثوبان –رضي الله تعالى عنه- عن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال : "أيما امرأة سألت زوجها طلاقها من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة" "صحيح الترغيب والترهيب" (2/450) كتاب النكاح وما يتعلق به ، باب ترهيب المرأة أن تسأل زوجها طلاقا من غير بأس ، برقم (2018) .

([3]) يراد به المنعة " "مجمع الأمثال" للميداني
أبو مصعب زكرياء السلفي ال
أبو مصعب زكرياء السلفي ال
مشرف عام
مشرف عام

عدد المساهمات : 606
السٌّمـــــعَة : 7
تاريخ التسجيل : 17/09/2009
العمر : 35
الموقع : الدار البيضاء/ المغرب

http://www.marok1.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

"لا .. ثم .. لا" Empty رد: "لا .. ثم .. لا"

مُساهمة من طرف أبو مصعب زكرياء السلفي ال الثلاثاء ديسمبر 08, 2009 6:01 am

....أعود فأقول : الفطرة السليمة – على اختلافها قربا من الحق وبعدا- تأبى النكوس، والنفوس الأبية ترفض الانتكاس؛ ومن ذلك انتهاك الأعراض؛ لما انطوى عليه من الشناعة والقبح والغاية في الدناءة، وخرم للمروءة، ووأد للحياء وهو الحياة، وهدم لمعالم الفحولة، ومعانقة الرذيلة التي اجتمعت فيه :

....ولوغ في حمى حرّ، وتعدي على حرماته، وإهدار لكرامته، وطعنا في رجولته، وكلم في فحولته، وتلويث فُرُشه

....بعار يثقل كاهل الذرية، ويطأطأ رأس الأوليا، يكسر صلب العصبة، ويلحق المذمة بالأجداد والأحفاد والحواشي ...

....نعم .. إن العاهر ميت بين أحياء، بل يموت كل لحظة يرمق فيها طهر عفاف، يشم فيها عبق نقاء، يرى بهاء جلباب حياء، يلمس ديباج نبل أتقياء، نذكر موته هذا ونتذكر معه قول العرب قديما لما ذكروا الموت، وكونه "تحفة كل مؤمن" ذكروا نوعا من الموتى بقولهم : "هذا الميت لا يساوي البكاء" "مجمع الأمثال"

.... وأقول : صدقوا "وافق شن طبقه" لأجل ذلك منعت عنهم الرأفة، حال الأخذ فالرجم "... لَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ..."سورة "النور" الآية(2) وكذلك "فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ" سورة "الدخان" الآية(29)

....كيف لا، وهذه الخرق – كل عاهر وعاهرة، لم يتوبا "أقذر من معبأة"([1]) بين أهل الإباء وعزّ الطاعة "أذلمن وتد بقاع"([2])"أذل من النعل" "أذل من الحذاء" "أذل من البساط""مجمع الأمثال"سفلة سقطة "سَوَاهٍ لَوَاهٍ"([3])

....هم بفعلتهم ظلمة بل "أظلم من حيّة"([4]) للأعراض"أسرق من بُرجان"([5])

....هؤلاء من خبثهم، وردائة خُلقهم، وفساد ذوقهم، ورين قلوبهم "يرون كل شيء سوءا، وكل قول خطأ" فـ "لو قلت تمرة لقال جمرة"([6])

....من شقوتهم استبدلوا الخبيث بالطيب، من انتكاستهم زهدوا في الحلال وانكبوا على الحرام، فبعد أن كان العربيد في العافية "أترف من ربيب نعمة"([7]) أضحى بتدنيه وتلوثه كمن "رأى الكوكب ظهراً"([8])

....صالحهم : صحب الظنون، وافترش العموم، والتحف الغموم، وأصبح"أبكى من يتيم"وراح "أتب من أبي لهب"([9]) وصار "عنز به كل داء"([10]) "قد اتخذ الباطل دغلا"([11]) حتى سرت سيرته على النفوسالنفيسة "أثقل من الكانون"([12])

....فالمستعاذ الله تعالى وهو تعالى معيذ كل مستعيذ، ومجير كل مستجير، ممن هذا حاله وذاك مآله، سِترك اللهم سترك المسبل المسدل على أوليائك الأطهار– حسا ومعنى- في الدنيا والبرزخ والآخرة" " الإعراض عن الأعراض" لراقمه – عافاه الله تعالى .

....هذا .. وفي بياني بيانات ظاهرات ومضمرات، يستضئ بها أهل المروءات إبان تعاملهم مع ربهم، رب البريّات – سبحانه- ثم مع أنفسهم، وأزواجهم فمجتمعهم مرضيين ومرضيات .

....وأقول مكررا ومؤكدا : مراعاة الحقوق - بوفاء دون تطرف دون تطفيف- أمر مطلوب – شرعا وعقلا وعرفا – والعاقل من استغل الحياة في اغتنام الخيرات، وعمل الطيبات، وتقديم الحسنات قبل الممات، فعتاب رب الأرض والسموات يوم الحسرات .
....
الخاتمة
....إن هؤلاء الذين ابتلوا بفتنة النساء والعكس تلكم الفتنة العظيمة، الحالقة المحرقة، إنما أوتوا من قبل أنفسهم، ولو أنهم آمنوا حقا بالأخبار، وتأولوها على وجهها المختار، لسلموا من مختال وخوان ومحتار .

....فواجبهم : سرعة الهودة والانخلاع عن هذا الباطل بناصح توبة، بإيصاد أبوابه، وقطع طرقه، وتمزيق بل قتل وشائجه، مع تتابع الدعاء، وترادف الاستغفار، وكثرة حوقلة وذكر استرجاع، ثم الصراخ في وجه شبحه إن لاح : لا .. ثم .. لا .

هذا بياني ممشوجا بل متوجا بنصحي، نضحته حبا في الطهر وأهله، وصيانة لأهل الإسلام من الآثام واللئام .
.
نسألك اللهم سلامة في إسلامنا، وأمنا في إيماننا، وفعلا يرضيك عنا يا ربنا .
.
وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى إخوانه وآله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين
.
كتبه
راجي ستر مولاه
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
في : 9/5/1430هـ - 4/5/2009م


-------------- [ الحاشية ] ----------------

([1]) هي خرقة الحائض . "مجمع الأمثال" .

([2]) لأنه يدقّ أبداً."مجمع الأمثال"وكذا ما بعده

([3]) من السهو واللهو : يعني أنهن يسهون عما يجب حفظه، ويشتغلن باللهو "مجمع الأمثال"

([4]) ذلك لأنها تستولي على كل جحر تأتيه بعد أن يفر أهله منه" "مجمع الأمثال"

([5]) يقال أنه كان لصاً من ناحية الكوفة، صلب في السرقة، فسرق وهو مصلوب" "مجمع الأمثال"

([6]) يضرب عند اختلاف الأهواء "مجمع الأمثال"

([7]) يضرب للمنعم عليه . "مجمع الأمثال"

([8]) أي: أظلم عليه يومه حتى أبصر النجم نهاراً، يضرب عند اشتداد الأمر. "مجمع الأمثال"

([9]) التباب الخسار. "مجمع الأمثال"

([10]) يضرب لكثير العيوب من الناس والدواب. "مجمع الأمثال"

([11]) الدغل أصله الشجر الملتف. أي: اتخذ الباطل مأوى...يضرب لمن جعل الباطل مطية لنفسه. "مجمع الأمثال"

([12]) الثقيل المتطفل الذي يحتاج الناس إلى الكناية في وجوده "مجمع الأمثال" .
أبو مصعب زكرياء السلفي ال
أبو مصعب زكرياء السلفي ال
مشرف عام
مشرف عام

عدد المساهمات : 606
السٌّمـــــعَة : 7
تاريخ التسجيل : 17/09/2009
العمر : 35
الموقع : الدار البيضاء/ المغرب

http://www.marok1.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

"لا .. ثم .. لا" Empty رد: "لا .. ثم .. لا"

مُساهمة من طرف ملكة الإســـلام الخميس ديسمبر 17, 2009 4:40 pm

"لا .. ثم .. لا" 112
ملكة الإســـلام
ملكة الإســـلام
¨¨™¤¦ ادارة المنتدى ¦¤™¨
¨¨™¤¦ ادارة المنتدى ¦¤™¨

عدد المساهمات : 1699
السٌّمـــــعَة : 74
تاريخ التسجيل : 20/06/2009
الموقع : عَآشِرْ مَنْ تٌعَآشِرْ ..فَلآ بُدّ مِنَ { آلفُرَآآقْ..~ زمن الغربــة

http://www.tvQuran.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى