منتدى برج بوعريريج
مــــــرحبا بــــــــكم فـــــي منــــتدى بـــرج بــــوعــريــريــج

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى برج بوعريريج
مــــــرحبا بــــــــكم فـــــي منــــتدى بـــرج بــــوعــريــريــج
منتدى برج بوعريريج
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأقوال الشرعية حول ما حدث في الجزائر من أفعال إجرامية

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

الأقوال الشرعية حول ما حدث في الجزائر من أفعال إجرامية Empty الأقوال الشرعية حول ما حدث في الجزائر من أفعال إجرامية

مُساهمة من طرف أبو مصعب زكرياء السلفي ال الجمعة سبتمبر 25, 2009 10:32 pm

الأَقْوَالُ الشَّرْعِيَّة حَوْلَ مَا حَدَثَ فِي الجَزَائِرِ مِنْ أَفْعَالٍ إِجْرَامِيَّة
::: الشيخ الفاضل عايد بن خليف الشمري :::


بسم الله الرحمن الرحيم
شهدت الجزائر مؤخراً تصاعداً في الاعتداءات والتفجيرات الإجرامية
التي أُهْدِرَت بسببها دماء بريئة ومعصومة باسم الجهاد في الدين ، فهل الإسلام يقر هذه الأعمال ؟!
كلمة ممتازة في بابها كما اعتدنا من الشيخ حفظه الله
رابط التحميل :
http://madjaliss.com/Ali/chemri.mp3

تفريغ الكلمة :

المتصل: السلام عليكم
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المتصل: الشيخ عائد الشمري؟
الشيخ: معاك أخوك عائد الشمري.
المتصل: حياكم الله يا شيخ، كيف حالكم؟
الشيخ: أهلا وسهلا
المتصل: معكم شباب من الجزائر يا شيخ.
الشيخ: حياكم الله يا أهل الجزائر
المتصل: بخير أنتم يا شيخ؟
الشيخ: أبشرك، لله الحمد والمنة.
المتصل: الحمد لله، الحمد لله؛ يا شيخ،
الشيخ: تفضل.
المتصل: نستأذنكم في تسجيل كلمة حول أحداث الجزائر، يا شيخ.
الشيخ: تفضل.
المتصل: بسم الله الرحمن الرحيم، شهدت الجزائر مؤخرا تصاعدا في الاعتداءات والتفجيرات الإجرامية التي أهدرت بسببها دماء بريئة ومعصومة باسم الجهاد في الدين، فهل الإسلام يقر هذه الأعمال، يا شيخ؟
الشيخ: الإسلام لا يقر مثل هذه الأعمال، وذلك لأن هذه الأعمال لا علاقة لها بالجهاد لا من قريب ولا من بعيد.
فإن الجهاد ينقسم إلى قسمين، الجهاد ينقسم إلى قسمين، الجهاد ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: وهو جهاد الطلب.
والقسم الثاني: وهو جهاد الدفع.
- فأما جهاد الطلب، فإنه شُرع من أجل نشر الإسلام، ومن أجل تأمين الناس على أن يدخلوا الإسلام، وذلك لأن هناك من الكفار من يمنع الناس من الدخول في الإسلام، فعند القوة وعند القدرة فإنه يجوز جهاد الطلب بشرط ألا يكون بيننا وبين من نجاهدهم عهود أمان سابقة، فإذا جاهدنهم كان الجهاد لنشر الإسلام، وكان الجهاد لتأمين المسلمين، وكان الجهاد لرفع راية الإسلام وزيادته قوة؛ وإذا طبقنا هذا المفهوم على جهاد هؤلاء أو ما يسمونه بالجهاد فإنه لا علاقة له بجهاد الطلب، فإنهم يقاتلون أبناء جلدتهم من المسلمين، ويقتلون الناس غدرا وخيانة وغيلة، وهذه لا علاقة لها بالإسلام، ولا علاقة لها بجهاد الطلب، فإن جهاد الطلب -كما هو معلوم- وكما هي الفتوحات الإسلامية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وفي عهد الخلفاء الراشدين من بعده، وفي عهد الدولة الأموية والعباسية، وفي دولة المماليك، تجد أنها -التي كانت منتشرة هذه الدول- تجد أن جهاد تلكم الدول السابقة إذا أردت المقارنة بينه وبين قتال هؤلاء فلا علاقة لهؤلاء بهذا الجهاد، فإن الجهاد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وفي عهد الخلفاء الراشدين، كان من أجل نشر الإسلام، وكان من أجل تأمين المسلمين، وكان من أجل تأمين الناس لكي يدخلوا دين الله عز وجل؛ وأما فعل هؤلاء فهو فيه إرهاب المسلمين، وفيه قتل المسلمين، وفيه قتل المعاهدين، وفيه قتل المستأمِنين، وفيه الغدر، وفيه الخيانة، وفيه الغيلة، وفيه نقض العهود ونقض المواثيق، وفيه المخادعة، وهذا كله لا علاقة له بالإسلام ولا بالأخلاق التي أمر بها الله أو أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم؛ هذا بالنسبة إذا أدرنا جهاد الطلب.
- وأما جهاد الدفع، فإن جهاد الدفع إنما شُرع لحماية بلاد المسلمين، وشُرع من أجل تأمين الناس في مساجدهم، وتأمين الناس في جمعهم وجماعاتهم وصلواتهم، وتأمينهم لكي يخرجوا زكواتهم، وتأمينهم لكي يحجوا بيت الله، وتأمينهم لكيلا ينتشر القتل ولا سفك الدماء ولا هتك الأعراض ولا سلب الأموال؛ فهذا هو جهاد الدفع، عندما شُرع لحماية بلاد الإسلام وحماية المسلمين؛ فإذا أردنا أن ننظر إلى قتال هؤلاء نجد أن قتالهم بعكس جهاد الدفع.
جهاد الدفع من أجل حماية المسلمين، وقتالُ هؤلاء الذين عندكم من الإرهابيين من أجل قتل المسلمين.
جهاد الدفع من أجل حماية بلاد المسلمين، وقتال هؤلاء الخوارج الذين عندكم من أجل إلحاق الأذى وعدم الأمن في بلاد المسلمين.
جهاد المسلمين من أجل إبعاد القتل عن المسلمين، وقتالُ هؤلاء الخوارج عمل القتل في المسلمين.
جهاد الإسلام من أجل حماية أموال المسلمين، وقتالُ هؤلاء الخوارج عندكم من أجل سلب أموال المسلمين.
جهاد المسلمين من أجل تأمين الناس للوصول إلى الجُمع والجماعات وعدم الخوف، وقتالُ هؤلاء تخويف المسلمين من الوصول إلى المساجد، وتخويفهم من الوصول إلى الجمع والجماعات.
فنجد أن جهاد الدفع لحماية الإسلام والمسلمين، حمايتهم في دينهم، حمايتهم في أعراضهم، حمايتهم في أنفسهم، حمايتهم في أمولهم، وأما هؤلاء فإن قتالهم يهدد كل هذه الأمور الضرورات الخمس، فهو يهدد دين الناس، ويهدد أعراض الناس، ويهدد أموال الناس، ويهدد أرواح الناس، ويهدد أموال الناس، فكيف يقال: إن هذا جهاد الدفع؛ لينظر هؤلاء إلى جهاد النبي صلى الله عليه وسلم، النبي صلى الله عليه وسلم وضع خندقا على المدينة من أجل أن يحميها، فكان جهاد الدفع؛ والنبي صلى الله عليه وسلم ذهب وفتح مكة جهاد الطلب، من أجل أن يبعد هؤلاء الطواغيت عن الناس لكي يدخلوا في الإسلام، فدخل الناس في الإسلام، وكان فتح مكة؛ أين هذا من قتال هؤلاء؟!
هؤلاء قتالهم مردود، ولا علاقة له بالجهاد، لا بجهاد الطلب ولا بجهاد الدفع، ولا علاقة له بالأدلة الشرعية الواردة في الجهاد، ولا ينطبق عليه أي علة ولا أي مفهوم من مفاهيم الجهاد التي ذكرها أهل العلم والتي أوردها النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث والتي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه؛ هؤلاء لا علاقة لهم بالجهاد، هؤلاء إذا أردت أن تقرأ التاريخ تجد أن لا يشبه أفعالهم هذه إلا الباطنية والإسماعيلية والحشاشين، هم الذين كانوا عندهم إمارة باطنية وعندهم قيادة باطنية، وعندهم جنود باطنيين، وينفذون القتل غيلة، وينفذون القتل بالمسلمين وبعلماء المسلمين وبأنحاء المسلمين، إذا قرأت التاريخ لا تجد لهم مشابها، حتى الخوارج! حتى الخوارج الأوائل كانوا إذا أرادوا قتال المسلمين -والعياذ بالله- فإنهم يخرجون إلى مكان ويجتمعون على أمير وبجيش ويقاتلون، هؤلاء لم يفعلوا حتى فعل الخوارج، تعدَّوا حتى على الخوارج، فهؤلاء يعيشون في وسطنا يختفون فيما بيننا، هذا الفعل لم يكن إلا فعل الباطنية، لم يفعل هذا الفعل وهذه الطريقة من التخفي ومن المخادعة، وإلى الوصول للهدف ثم تفجيره وقتل الناس غيلة وغير ذلك، هذا لا يعرف إلا عند الحشاشين وعند الباطنية وعند الإسماعيلية وغيرهم، كما هو مذكور في كتب التاريخ، كما هو في البداية والنهاية لابن كثير، وكما هو في غيرها من الكتب التي نصت على هذا.
هؤلاء وضعوا لهم دولة وهمية، إمارة وهمية، قيادة للجيوش وهميين، أين دولتهم؟ إنما هي فقط في عقولهم، ولكن لا نرى من أثرها إلا هذا القتل وإلا هذا الدمار، ولا نرى من أثر هذه الدولة إلا هذه العمليات الانتحارية والتفجير الذي شوه صورة الإسلام.
فهؤلاء، الجهاد لا يشوه صورة الإسلام الجهاد الشرعي، ولكن قتال هؤلاء الذين يسمونه جهادا زورا وبهتانا وينسبونه إلى الإسلام شوهوا صورة الإسلام، وجعل أعداء الإسلام من النصارى ومن اليهود يستغلون هذا القتل ويصفونه بأن هذا هو جهاد المسلمين.
لقد عاش اليهود النصارى والمستشرقون لسنوات لا يستطيعون أن يلقوا أي شبهة أو يشوهوا صورة جهاد النبي صلى الله عليه وسلم أو جهاد الخلفاء أو جهاد الصحابة، ولكن عندما أتى هؤلاء بقتلهم وغيلتهم وخداعهم ومكرهم وخفائهم وسريتهم وغموضهم وقتلهم هم الذين أرادوا أن يوحوا للناس أن هذا هو الجهاد، هذا ليس جهادا، هذا تشويه لصورة الجهاد.
- ولذلك تجد أن علماء الدعوة السلفية سواء المتقدمين أو المتأخرين، فالإمام ابن حنبل واجهه من الأذى ما واجهه وسُجن وضُرب وجُلد أيام المأمون وأيام الواثق وأيام المعتصم، ومع ذلك لم يفعل أي شيء من هذه الأفاعيل، ولم يطلب من طلابه أن يقوموا بأي اغتيال، لا لأمير ولا لرجل أمن في دولة المأمون، وكذلك حصل ما حصل لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من سجن ومن جلد ومن تعزير، ومع ذلك لم يطلب من أحد من تلاميذه أن يفعل ما يفعل هؤلاء.
- وعلماء الدعوة السلفية في هذا العصر،كـ: ابن باز وابن عثيمين والألباني والشيخ صالح اللحيدان والشيخ صالح الفوزان وغيرهم كثير، كلهم تبرؤوا من هذه الأفعال، وبيّن الشيخ عبد العزيز بن باز في زمانه قبل أن يتوفى بطلان هذه الأفعال، والألباني كذلك بين بطلانها وابن عثيمين بين بطلانها، والآن علماء الدعوة السلفية عندنا كهيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة وغيرها بيّنوا أيضا بطلانها، فهذه لا علاقة لها بالسلفية، ولا علاقة لها بالدعوة السلفية، وإنما هي دعوة خارجية تتلبس لباس السلفية كذبا وزورا وبهتانا؛ والدليل أنهم ليس لديهم أي مرجع من مراجع كتب السلفيين لا المتقدمة ولا المتأخرة يؤيدهم، وليس هناك أي عالم من علماء الدعوة السلفية لا المتقدمين ولا من المتأخرين في هذا الزمن كابن باز وابن عثيمين والألباني يؤيدهم، وإنما هؤلاء يؤيدهم جماعة الجهاد والجماعة الإسلامية التي خرجت من رحم الإخوان المسلمين والتي يعتبر سيدها وإمامها ومفتيها سيد قطب، فهؤلاء إمامهم سيد قطب ومفتيهم سيد قطب، وعلماؤهم هم علماء الجماعة الإسلامية والجهاد وغيرهم، ولا علاقة لهم لا بالدعوة السلفية ولا بعلماء الدعوة السلفية ولا لهم أي امتداد تاريخي سلفي يؤيدهم في هذه الأعمال التي فعلوها، ولذلك لا تجد أنهم يرجعون الشباب إلى كتب الفقه ولا يرجعون الشباب إلى كتب الحديث ولا يرجعون الشباب إلى علماء الدعوة السلفية المتقدمين لكي يبرهنوا على ... العالم، وإنما يكتفون فقط بأوراق على الإنترنت يكتبها بعض الخوارج والجهلة الذين يصرفون النصوص عما دلت عليه، ويتعاملون معها بالتأويل الذي سبقهم إليه تأويل الخوارج وغيرهم، ولذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بين في كتاب الفرقان أن الخوارج إنما أُتوا من سوء فهمهم للقرآن، فهؤلاء الذين يقومون بهذه الأعمال أدعوهم إلى الاستغفار، وإلى التوبة، وإلى إلقاء السلاح، وإلى الرجوع إلى كتب السلف، وإلى الرجوع إلى كتب الفقه والعلم، وإلى الدعوة إلى الله على بصيرة وبينة، وإلى نشر الإسلام بالحجة والبرهان والحكمة والرحمة والموعظة الحسنة، فإنهم آذوا الإسلام وآذوا المسلمين، وإن الله سبحانه وتعالى لا يرضى عن هذه الأفعال لأنها تخالف الكتاب وتخالف السنة ولم يكن هكذا دأب السلف، لذلك يجب على الناس أن تعرف هذا، الدعوة السلفية الحقة التي على الكتاب والسنة على فهم السلف تتبرأ من هذه الأفعال، وهذه فتاوى علماء الدعوة السلفية المتأخرين، وهذه فتاوى الشيخ ابن تيمية وأحمد بن حنبل وغيرهم لم يقم بهذه الأفعال، وإذا رجعت إلى التاريخ، لن تجد مثالا لأفعال هؤلاء إلا عند الباطنية والإسماعيلية والقرامطة وغيرهم، هم الذين كانوا يتخفون، ولهم أمراء مخفيون، ولهم بيعات مخفية، ويقومون بالقتل في الخفاء وبالغيلة وبالخداع وبالغدر، وأما المسلمون الخُلّص هم الذين تكون دعوتهم ظاهرة وجهادهم ظاهرا وأمرهم بيّن وعملهم كله علانية؛ أسأل الله عز وجل أن يجزكم خير الجزاء، وأن يهدي هؤلاء، وأن يرحم الأموات، وأن يكفي المسلمين شر هؤلاء.
- ثم أقول لهؤلاء: عندما يقتلون رجال الأمن، أليس رجال الأمن هؤلاء هم الذين يجاهدون لحماية بلادهم؟ وهم الذين يجاهدون للدفاع عن الجزائر؟ وهم الذين يجاهدون لاستتباب الأمن في الدولة الجزائرية؟ وهم الذين يجاهدون من أجل أن يصل الناس إلى الجمع والجماعات؟ أليس رجال الأمن في الجزائر هم الذين يطاردون القتل ويمنعون القتل بإذن الله؟ وهم الذين يمنعون بإذن الله كثرة الأموات؟ وهم الذين إذا ارتكب الشخص جريمة فإنهم يدافعون عن المظلوم ويدافعون (عن) الأشرار، أليس الناس في الجزائر بحماية من الله عز وجل ثم بسبب وجود رجال أمن الذين يسهرون لحماية أموال الناس وحماية أعراض الناس وحماية دين الناس وحماية أنفس الناس وأرواحهم؟ هل أمثال هؤلاء يقتّلون؟ أم أنهم يُشكرون على جهادهم وعلى سهرهم وعلى مرابطتهم في أعمالهم من أجل الحفاظ على أمن المسلمين والحفاظ على عقائد المسلمين والحفاظ على أرواح المسلمين والحفاظ على أعراض المسلمين والمسلمات؟ بأي شرع يجيزون لأنفسهم هذا؟ ولكن هذه الأفعال الغيلة؛ وأنا أقول لهم: ارجعوا إلى الله عز وجل، واقرؤوا الكتاب والسنة، وارجعوا إلى كتب الفقه وما ورد فيه في أبواب الجهاد، وارجعوا إلى كتب الفقه وكتب المحدثين وأهل الحديث وما ورد فيه في جهاد الطلب وجهاد الدفع، والأدلة الوردة في ذلك، وكيفية جهاد النبي صلى الله عليه وسلم وجهاد الصحابة وجهاد الخلفاء الراشدين، وليتقوا الله عز وجل في أنفسهم وليعودوا إلى ربهم سبحانه وتعالى بالتوبة والاستغفار، فإن الله غفور رحيم، نعم.
المتصل: أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ، ونستسمحكم في سؤال أو سؤالين في نفس الموضوع إذا أمكن؟
الشيخ: تفضل.
المتصل: يا شيخ، يوجد من يقسم هنا في الجزائر السلفية إلى ثلاثة أقسام، يقولون: سلفية جهادية، ويعنون بها هؤلاء الخوارج، وسلفية سياسية، ويعنون بها الأحزاب المسماة بالإسلامية، وسلفية علمية، ويعنون بها أهل السنة أصحاب الحديث، فهل في شرع الله عز وجل وفي علم السلف وما خلّفوه في كتبهم دليل على هذا التقسيم؟ أحسن الله إليكم.
الشيخ: السلفية واحدة، وهي الإسلام الحق، كما أن الإسلام الحق واحد، فكما أن هناك من ينتسب إلى الإسلام، ويقول: إن هذا هو الإسلام، ويقصد به عقيدة الرافضة، ويأتي الخوارج ويقولون: هذا الإسلام، ويقصدون به عقيدة الخوارج، ويأتي المعتزلة ويقولون: هذا هو الإسلام، ويقصدون به عقيدة المعتزلة، ويأتي الصوفية على اختلاف فرقهم وطوائفهم، ويقولون: هذا الإسلام ويقصدون به التصوف، ويأتي المرجئة ويقولون: هذا الإسلام، ويقصدون به الإرجاء؛ فكذلك في هذا العصر يأتي من الناس من يقول: هذه السلفية، وهو لا علاقة له بالسلفية، فهذه السلفية التي يسمونها: سلفية جهادية، هذه عندما تنظر إلى رموزهم وتنظر إلى مرجعيهم العلمية وتنظر إلى الكتب التي يرجعون إليها وتنظر إلى الرموز التي يرجعون إليها، كلها رموز الإخوان المسلمين ورموز القطبيين وسيد قطب والتكفيرين ورموز الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد وغيرها، فلا علاقة لها بالسلفية لا من بعيد ولا من قريب، قد يوافقون الدعوة السلفية في باب الأسماء والصفات، لكن ليس كل من وافق السلفية في باب الأسماء والصفات يعني ذلك أنه سلفي، وهناك من وافق السلفية في باب الأسماء والصفات ولكنه خالف في باب الإيمان فأصبح مرجئا، وهناك من وافق السلفية في باب الأسماء والصفات ولكنه خالفها في التصوف فأصبح صوفيا مبتدعا، وهناك من قد يوافق السلفية في جوانب ويخالف في جوانب أخرى مما يجعله ينتمي إلى الفرقة الأخرى الضالة، وبالتالي ينتمي إلى فرقته تلك، هؤلاء لأنهم وافقوا السلفية في باب إثبات الأسماء والصفات أو كذلك في باب توحيد الألوهية، ثم بعد ذلك ظنوا أن هذا يجعلهم ينتسبون للسلفية بشكل عام، وهم لم يوافقوا السلفية في باب الحاكمية ولا في باب الجهاد ولا غيرها وابتدعوا في دين الله، هذا، وأخذوا بعقائد الخوارج، فهل إذا أتاني خارجي يستحل قتال المسلمين وشهر السيف عليهم يقول: أنا سلفي لأني أثبت أسماء الله وصفاته؟ هو يصبح خارجيا؛ هؤلاء لم يفهموا معنى السلفية، السلفية -بارك الله فيك- أنك في أبواب العقيدة كلها تكون على طريقة السلف، في باب الحاكمية في باب الأسماء والصفات في باب القدر، ولذلك تجد أن كل من هذه الأبواب خرج ناس عن السلفية وانتسبوا إلى فرقة، خرج ناس في باب القدر فعندنا قدرية وعندنا جبرية، خرج ناس في باب الأسماء والصفات فعندنا معتزلة وجهمية وأشاعرة ومفوضة ومشبهة، خرج أناس في باب الإيمان فعندنا مرجئة الجهمية الذين يقولون: الإيمان المعرفة، وعندنا مرجئة الكرامية الذين يقولون: الإيمان القول، وعندنا مرجئة الأحناف الذين يقولون: الإيمان اعتقاد وقول، هؤلاء كلهم خرجوا وأصبحوا مرجئة، إذا ليس كل من وافق السلفية في باب واحد معنى ذلك أنه يبتدع في الأبواب الأخرى ويوالي ويعادي عليها ثم يقحم نفسه في السلفية، هؤلاء الذين يدّعون أنهم سلفية جهادية أليس أئمة الدعوة السلفية في هذا العصر ابن باز وابن عثيمين والألباني، هؤلاء العلماء الثلاثة كلهم خطؤوا هؤلاء وضللوهم وبيّنوا بطلان أفعالهم وبطلان عقائدهم وأن فعل الخوارج، فمن رموزهم في هذا العصر؟ هل كتب شيخ الإسلام ابن تيمية يجدون فيها جوزا القتل هذا الذي يفعلونه؟ جواز الغيلة والانتحار وقتل الناس وقتل رجال الأمن وقتل المسلمين الذين يشهدون ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وقتل المعاهدين والمستأمِنين؟ أنجد هذا في كتب ابن القيم؟ أنجد هذا في كتب ابن قدامة؟ هل هذا في مذهب ابن حنبل؟ في الشافعي؟ مالك؟ عند أئمة الإسلام والمتقدمين؟ عند الأوزاعي؟ عند الثوري؟ عند الحسن البصري؟ عند ابن عباس وابن مسعود وغيرهم؟ من أين أتوا بهذا كله؟ هذه كتب العقيدة عندنا: الشريعة للآجري والسنة للآلكائي والإيمان لابن بطة والسنة للبربهاري وغيرها، هل يوجد مثل هذه الأمور فيها التي هم يفعلونها الآن؟ غير موجود، هل علماء الدعوة السلفية في هذا العصر والذين يمثلون الدعوة السلفية كابن باز وابن عثيمين والألباني والفوزان يرون شرعية هذه الأمور؟ الجواب: لا، لكن من الذي يرى هذه الأمور؟ أليس أيمن الظاهري وأسامة بن لادن وسيد قطب وجماعة التكفير والهجرة وجماعة الإخوان المسلمين عندما أنشأت الجناح العسكري والتنظيم الخاص أيام عبد الرحمن السندي ومحمود الصبار، هذه كتبهم موجودة الآن: "حقيقة التنظيم الخاص" لمحمود الصبار، "النقط فوق الحروف" لأحمد عادل كمال، كلها فيها مثل هذه العلميات وعمليات القتل وقتل الشرطة، وأحمد عادل كمال ذكر في كتابه: "نقط فوق الحروف" أنهم كانوا يهاجمون مراكز الشرطة ويفجرونها من أيام الأربعينات بقيادة عبد السندي وبأمر حسن البنا، هذه لا علاقة لها بالسلفية هذه من الأخوان المسلمين ومشتقات الإخوان المسلمين، وأما هؤلاء الذين يقولون: السلفية السياسية، السلفية ترى السياسة، والسياسة من الدين، وليست السياسة خارج الدين، ولكن هؤلاء يطبقون نظريات الإخوان المسلمين السياسية والجناح السياسي للإخوان المسلمين الذي يرى الديمقراطية ويرى التعددية الحزبية ويرى التعددية السياسية، ويرى الأعمال هذه، وهذه ليس من السلفية في شيء، ليس الديمقراطية من السلفية في شيء، وهذا هو الذي يتبناه القرضاوي وتبناه حسن البنا وتبناه مرشد الإخوان المسلمين كعمر التلمساني ومحمد مهدي عاكف وغيرهم، هذا لا علاقة له بالسلفية، هذه الديمقراطية وهذه السياسة التي: "الغاية تبرر الوسيلة" وهذا التلاعب والتحالف مع أهل الباطل، وكذلك التلاعب السياسي عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أجل المكتسبات السياسية، هذه كلها من خطط وبرامج وعقائد ومبادئ الإخوان المسلمين، لا علاقة لها بالسلفية، فهؤلاء الذين يسمون أنفسهم بالسلفيين، سواء السلفية الجهادية أو السلفية السياسية هم الإخوان المسلمون، هم الإخوان المسلمون، ولكن هؤلاء الآن يريدون العمل السياسي وهو الجناح السياسي وهو الذي يتبناه الآن القرضاوي وهو يعتبر الآن حامل لوائه، واضح ولاّ لا؟ فساروا بركابه، والآخرين يسيرون بركاب أسامة بن لادن وأيمن الظواهري الذين هم من أتباع سيد قطب وأتباع الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد، وكلها من جماعة الإخوان المسلمين، سواء الأصل أو المشتقات.
- أما السلفية، السلفية -ولله الحمد والمنة- السلفية لها أقوالها ولها مبادئها ولها أصولها، سواء في الجانب السياسة أو سواء في جانب العقائد أو سواء في جانب العبادات أو سواء في جانب المعاملات أو الدعوة أو الجهاد، وهذه أقوال السلفيين منتشرة قديما وحديثا، وهذه أقوال علمائنا في جميع الأبواب تكلموا، تكلموا في الحاكمية سواء المتقدمين من السلف كالآجري في الشريعة وغيره وعقدوا أبوابا في هذا، أو من المتأخرين كالشيخ ابن باز والألباني العثيمين، وهذه فتاواهم موجودة ومطبوعة في هذا الباب، كذلك فتاواهم موجود ومطبوعة في عدم جواز قتل المستأمِنين أو المعاهدين، كذلك فتاواهم موجودة ومطبوعة في عدم جواز قتل الذميين، كذلك فتاواهم موجودة ومطبوعة في عدم جواز قتل المسلمين، وكذلك في عدم جواز الخروج على الحكام واستحلال دماء رجال الأمن وغيرهم، هذه فتاوى السلفيين الآن موجودة وفتاوى السلفيين المتقدمين موجودة، فأين تجد هذا؟ إنما إذا أردت أن تبحث عن هذه الذي سمى نفسه سلفي سياسي عندكم أو الذي سمى نفسه سلفي جهادي، إذا أردت أن تعرض عقائدهم وأقوالهم فإنك تجدها موجودة في كتب الإخوان المسلمين، سواء في شق الإخوان المسلمين السياسي أو في الشق والجناح العسكري الخاص الذي أسسه حسن البنا، نعم.
المتصل: أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ، سؤال آخر: هنالك بعض الشباب يدّعون السلفية وغيرهم من العوام يؤيدونهم في الجبال ويفرحون بما بفعل هؤلاء الإرهابيون الخوارج من عمليات تفجيرية، فما نصيحتكم لهؤلاء؟ أحسن الله إليكم.
الشيخ: هؤلاء يجب أن يتقوا الله عز وجل، الله سبحانه وتعالى يقول: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان"، هؤلاء أقل شيء ينكرون هذه الأفعال ولو بقلوبهم، وأما أنهم يفرحون بها فهم -والعياذ بالله- يشاركونهم في هذا الجرم، يشاركونهم في هذا الجرم -والعياذ بالله-، الذي يفرح بقتل المسلمين، الذي يفرح بتشويه صورة جهاد الإسلام، الذي يفرح بقتل هؤلاء المسلمين والمسلمات، وهذا التفجير الذي هو فعل الإسماعيلية وفعل الباطنية فإن هذا لا يجوز، وهؤلاء سبب فرحهم أنهم منهم، ولكنهم لا يستطيعون أن يفعلوا فعلهم ولكنهم يرضون بفعلهم ويؤيدونه، نعم.
المتصل: جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ على هذه الكلمة، ونستسمحكم على الإطالة.
الشيخ: أنا أوصيكم في الجزائر أن تشغلوا نفسكم بطاعة الله وفي دراسة التوحيد ودراسة العبادات والأخلاق والسلوك، وأن تنشروا دين الله بين الناس بالحكمة والموعظة الحسنة والرحمة، وأسأل الله أن يوفقكم ويبارك فيكم وأن يهدي ضال المسلمين.
المتصل: آمين آمين، بارك الله..
الشيخ: وأن يحفظ الجزائر وأن يحفظ الجزائريين من كل سوء وأن يبعد عن الجزائر هذه الفتنة وغيرها من الفتن سواء كانت هذه الفتنة تتعلق بالعلمانية أو اللبرالية أو الصوفية أو الشيعة أو الخوارج أو الباطنية أو غيرهم، نسأل الله أن يحمي الجزائر وسائر بلاد المسلمين، بارك الله فيكم.
المتصل: بارك الله فيكم فضيلة الشيخ.
الشيخ: حياك الله يا أخي.
المتصل: السلام عليكم والرحمة!
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله.

وهذا رابط تحميل الملف:
http://upload.ps/5kmchcj0et7i/akwal-...hemary.rar.htm
أبو مصعب زكرياء السلفي ال
أبو مصعب زكرياء السلفي ال
مشرف عام
مشرف عام

عدد المساهمات : 606
السٌّمـــــعَة : 7
تاريخ التسجيل : 17/09/2009
العمر : 35
الموقع : الدار البيضاء/ المغرب

http://www.marok1.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأقوال الشرعية حول ما حدث في الجزائر من أفعال إجرامية Empty رد: الأقوال الشرعية حول ما حدث في الجزائر من أفعال إجرامية

مُساهمة من طرف BBAOUSSAMA الجمعة سبتمبر 25, 2009 10:48 pm

بارك الله فيك أخي

@ @ @
BBAOUSSAMA
BBAOUSSAMA
مراقب عام
مراقب عام

عدد المساهمات : 589
السٌّمـــــعَة : 6
تاريخ التسجيل : 10/07/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأقوال الشرعية حول ما حدث في الجزائر من أفعال إجرامية Empty رد: الأقوال الشرعية حول ما حدث في الجزائر من أفعال إجرامية

مُساهمة من طرف أبو مصعب زكرياء السلفي ال الجمعة سبتمبر 25, 2009 11:14 pm

الأقوال الشرعية حول ما حدث في الجزائر من أفعال إجرامية 28727
الأقوال الشرعية حول ما حدث في الجزائر من أفعال إجرامية 935811
أبو مصعب زكرياء السلفي ال
أبو مصعب زكرياء السلفي ال
مشرف عام
مشرف عام

عدد المساهمات : 606
السٌّمـــــعَة : 7
تاريخ التسجيل : 17/09/2009
العمر : 35
الموقع : الدار البيضاء/ المغرب

http://www.marok1.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأقوال الشرعية حول ما حدث في الجزائر من أفعال إجرامية Empty رد: الأقوال الشرعية حول ما حدث في الجزائر من أفعال إجرامية

مُساهمة من طرف أبو مصعب زكرياء السلفي ال الأحد نوفمبر 15, 2009 3:56 am

الأَقْوَالُ الشَّرْعِيَّة حَوْلَ مَا حَدَثَ فِي الجَزَائِرِ مِنْ أَفْعَالٍ إِجْرَامِيَّة
::: الشيخ محمد بن هادي المدخلي :::




بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة حول الأحداث التي وقعت في الجزائر من أعمال إجرامية تبناها جماعة من الخوارج
نسبوا أعمالهم إلى الجهاد في سبيل الله

فما قولكم في ذلك فضيلة الشيخ ؟

www.salafiduroos.net/MohammedHadi.mp3
التفريغ:

الشيخ: نعم
المتصل: نستأذنكم في التسجيل يا شيخ.
الشيخ: من أنت؟
المتصل: شباب من الجزائر، يا شيخ.
الشيخ: طيب، نعم، في ماذا؟
المتصل: كلمة حول الأحداث التي وقعت في الجزائر من أعمال إجرامية تبناها جماعة من الخوارج، نسبوا أعمالهم إلى الجهاد في سبيل الله، فما قولكم في ذلك فضيلة الشيخ؟
الشيخ: من هم الجماعة هؤلاء؟
المتصل: هؤلاء الجماعة ينتسبون إلى تنظيم القاعدة يا شيخ.
الشيخ: التنظيم هذا الذي هم فيه من هم؟ هذه الجماعة التي قامت بهذه الأعمال من هي من الجماعات في الجزائر؟
المتصل: هي -يعني- تسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال.
الشيخ: إي نعم، قل هكذا حتى يتبين الأمر الله يبارك فيك.
المتصل: إيه نعم نعم يا شيخ، تفضل بارك الله فيك يا شيخ.
الشيخ: حياكم الله.
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وليّ الصالحين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:
فإن الله جل وعلا قد أنعم علينا بنعم عظيمة، ومنها، بل أعظمها على الإطلاق نعمة الإسلام والإيمان، وهذه النعمة التي امتنّ بها علينا ببعثة نبيه صلى الله عليه وسلم رسولا من أنفسنا نعرفه ونعرف نسبه وحسبه وصدقه وأمانته عليه الصلاة والسلام، بعثه الله في هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس، فأمر عليه الصلاة والسلام بتوحيد الله وعبادته وطاعته، وأمر بكل معروف ونهى عن كل منكر، وأكبر المنكرات الشرك بالله تبارك وتعالى؛ بعد ذلك امتنّ الله سبحانه وتعالى علينا بالائتلاف على هذا الدين، قال جل وعلا: "هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ"، فألف الله سبحانه وتعالى بين القلوب بهذا الدين الذي جاء به هذا النبي العظيم الخاتم صلى الله عليه وسلم؛ والله جل وعلا قد نهانا وأمرنا، فأمرنا باتباعه صلى الله عليه وسلم، فلا خير إلا وقد بيّنه لنا، ولا شر إلا وقد بيّنه له صلوات الله وسلامه عليه، بل كما قال أبو ذر رضي الله عنه: "لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما خرج طائر يقلّب جناحيه في السماء إلا وكان أخبرنا منه خبرا -أو قال: أعطانا منه علما-"؛ ومما جاء في هذا النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب الله تبارك وتعالى الذي أنزله الله عليه وفي سنة النبي النهي عن الفساد والإفساد، قال الله جل وعلا: "وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا"، فأمرنا بأن نصلح ونهانا عن الإفساد، فنهيه لنا عن الإفساد باللفظ الصريح هذا واضح، ومفهوم المخالفة أن نركب الصلاح والإصلاح وأن نأتي ما يَصلُح ويُصلِح؛ الإفساد في الأرض إنما هو من طبائع اليهود ومن أخلاقهم الخبيثة كما قصّ الله سبحانه وتعالى عنهم ذلك في كتابه العزيز فقال جل وعلا: "وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً"، وأخبر عنهم أنهم كلما هدأت فتنة أقاموا أخرى، قال جل وعلا: "كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ"، فإقامة الحروب بغير موجب في الأرض هذا من فعل اليهود ومن خصالهم الخبيثة اللعينة، لأنهم متعطشون إلى سفك الدماء المحرمة التي حفظها الله جل وعلا إما بالإسلام وإما بالعهود والمواثيق التي يبرهما على الإسلام، مع من؟ مع غيرهم من الكفار؛ فالواجب على المسلم الذي يخاف الله ويتّقيه أن يسلك طريق الإصلاح وعمارة الأرض بالخير وأن يبتعد عن صفات هؤلاء المفسدين الذين ذمّهم الله جل وعلا بأقبح ذم ووصفهم بهذا الوصف القبيح: أنهم يشعلون نيران الفتن ويسعون في الأرض بالفساد، فمن اقتفى أثرهم فهو على سيرهم وعلى طريقتهم، والنبي صلى الله عليه وسلم قد حذّر من القتل واللهُ جل وعلا قبل ذلك في كتابه، قال جل وعلا: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ" فماذا يريدون؟"وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً"، فغضب من الله تبارك وتعالى ولعن وعذاب والجزاء في جهنم نسأل الله العافية والسلامة؛ فهؤلاء الذين يتعمدون قتل الأبرياء من المسلمين الذي حرم الله دمائهم ويتعمدون قتل الأبرياء أيضا من المعاهدين الذين أعطاهم المسلمين العهود والمواثيق، هؤلاء يسعون في الأرض فسادا، وليسوا على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم، بل رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في قصة عمرو بن أمية الضبي رضي الله عنه لما قتل أقواما قد عاهدهم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو لا يعلم بذلك، وداهم النبي صلى الله عليه وسلم ودفع ديتهم ولام عمرو بن أمية رضي الله تعالى عنه، فكيف بهؤلاء الذين يفعلون هذا الفعل المنكر إذ يقتّلون أبناءهم وإخوانهم وأقاربهم وذويهم، "لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً" هؤلاء يرتكبون أخبث الطرائق، وهؤلاء دين الله منهم بريء، وطريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله تعالى عنهم بريئة من هؤلاء كل البراءة، هؤلاء منتسبون لطريق الخوارج وهم خوارج ... لا يرضون بهذا الاسم، وهم كذابون أفاكون دجالون في انتسابهم إلى السلف، وهم في الحقيقة سلفهم الخوارج، أما أئمة الهدى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين فهم برآء منهم كل البراءة، فسلف هؤلاء في المفسدين الخوارج، والله جل وعلا قد حذّر من طريقة هؤلاء وبيّن جزاءهم العظيم في كتابه، هؤلاء المفسدون إن قاموا بحرابة وإن قاموا بتكفير، إن كفروا المسلمين فهم خوارج، وإن لم يكفروهم فهم محاربون مفسدون في الأرض، قال الله تعالى: "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"، فهؤلاء إذا لم يكونوا من الخوارج فهم من المحاربين أهل الحرابة، هذا أقل أحوالهم، وهذا الحكم الشرعي فيهم، أما إذا نظرت إلى مقالات هؤلاء الكذبة الفجرة، فإنك تجدهم خوارج ولا يشك في هذا من آتاه الله شيئا من علم وشيئا من عقل، فالواجب علينا جميعا أن نحذّر من هؤلاء وأن نقف في وجوههم، لأن هؤلاء يريدون إزالة الخير من بلاد الإسلام والمسلمين، وهؤلاء يسيئون إلى الإسلام ويسيئون إلى أهله ويسيئون إلى سمعة الإسلام ويسيئون إلى سمعة المسلمين، نسأل الله جل وعلا أن يقطع دابرهم، والنبي صلى الله عليه وسلم قد حذّر منهم وأخبر أنهم: "كلما قطع منهم سرب خرج سرب آخر حتى يخرج في أعراضهم الدجال"، هذا ابتلاء من الله تبارك وتعالى لعباده المؤمنين بمثل هؤلاء الفاسقين، فالواجب علينا جميعا أن نحذّر الناس منهم ومن طريقتهم، وهؤلاء الجماعة "جماعة حطاب" التي تزعم زورا وبهتانا أنها سلفية وهم كاذبون والله، قد أرسلنا عدة رسائل مع الإخوان، ومرة من المرات سجلنا لهم تسجيلا وطالبناهم فيه بالتوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى وحقن دماء المسلمين ويتّقوا الله في أنفسهم، فما سمعنا لهم تراجعا، ما نسمع إلا الازدياد في الشر نسأل الله العافية والسلامة، فنحن نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقطع دابرهم وأن يكسر شوكتهم وأن يستأصل شأفتهم، وأن يعين إخواننا المسلمين في بلاد الجزائر على الإحاطة بهم وأخذهم الأخذ الذي لا هوادة فيه حتى تستريح منهم البلاد ويرتاح منهم العباد، و... سمعة الإسلام منهم ومن أمثالهم، فلا هم ولا تنظيم القاعدة عن الخير القائمة والنشيطة في الشر، هؤلاء كلهم شر على الإسلام والمسلمين، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لمن مات على أيديهم من المسلمين وأن يعين المسلمين عليهم وأن يظهرهم عليهم وأن يقطع دابرهم وأن يكسر شوكتهم، والذي أحثّ عليه إخواني في الجزائر أن يبيّنوا عوار هؤلاء بكل ما يستطيعون، طالب العلم يبيّنه بالعلم ويظهره، والعامّي يساعد في نشر هذا العلم بنشر الشريط والكتاب الذي يقطع مثل هؤلاء المفسدين الذين يسعون في الأرض بالفساد ولا يصلحون نسأل الله العافية والسلامة، فيجب علينا جميعا أن نتعاون في كشف باطل هؤلاء، سواء كانوا في الجزائر أو في السعودية أو في المغرب أو في أي بلد كان، فإن هؤلاء مجرمون يسيئون إلى أهل الإسلام عموما ويسيئون إلى دين الله وإلى شرعه الحنيف المطهّر، فالواجب علينا أن نساعد وأن نبادر في كشف هؤلاء وأن نعين على أن نمكّن منهم، نعين على الأسباب التي تمكن منهم، ومن ذلك إعانة الحكومات المسلمة القائمة في بلدان المسلمين على مثل هؤلاء والتآزر معها وشدّ الأزر بالكلمة توحيد الكلمة وشد الصف حتى يقوى أهل الإسلام ويظهروا على هؤلاء المجرمين الآثمين فيدفعوهم وينحروهم ويقطعوا دابرهم، فنسأل الله سبحانه وتعالى لنا ولكم ذلك، نسأل الله جل وعلا أن يجعلنا وإياكم جميعا من أنصار دينه ومن حملة كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن الدعاة إليهما، كما نسأله سبحانه وتعالى أن يثبّتنا وإياكم جميعا على الحق حتى نلقاه وأن يعين المسلمين على أعدائهم وخاصة هؤلاء الأعداء الذين هم في الداخل الذين يتربصون بأهل الإسلام الدوائر، كما أسأله سبحانه وتعالى أن يصلح أحوال المسلمين جميعا حكاما ومحكومين، وأن يوفق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتحكيم شرعه في بلدان المسلمين، إنه وليّ ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المتصل: أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ، ونستسمحكم في سؤالين في نفس الموضوع إذا أمكن؟
الشيخ: نعم.
المتصل: يوجد بعض الأشخاص يروجون لأصحاب الفكر الثوري ويتبنّون منهجهم وأعمالهم الإجرامية، فما هو واجبنا نحو هؤلاء، خاصة وأنهم يخالطون العوام؟
الشيخ: الحمد لله، الواجب على طالب العلم أولا، وعلى العاقل ثانيا أن ينهر هؤلاء وأن ينكر عليهم وأن يبيّن لهم سوء ما هم عليه ومغبّة وسوء حال ومآل ما ينتهي إليه فعلهم، فإن انتصحوا وكفّوا فالحمد لله، وإن لم ينتصحوا ولم يكفّوا واستمرّوا في غيّهم فالواجب إبلاغ الحكومة عن هؤلاء، لأن هؤلاء أهل إفساد، وإذا لم يؤخذ على أيديهم أهلكوا الحرث والنسل، هذا هو الواجب لأن الله جل وعلا يقول: "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"، فمن طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقام في وجه هؤلاء إذا لم يعتدلوا وإذا لم يرجعوا، فيوقف في وجههم بكل قوة، وتخبَر الجهات المسئولة عنهم حتى يأخذوا على أيديهم، ففي ذلك الخير للناس عموما ولهم أنفسهم خصوصا، يخففون عليهم الآثام قبل أن يرتكبوا المحرمات العظيمة والتي من أعظمها بعد الشرك سفك الدماء المعصومة، فالواجب على من رأى من هؤلاء من طلاب علم أو عقلاء فالواجب عليه أن ينصح لهؤلاء وأن يحذّرهم وأن يبيّن لهم سوء حالهم ومغبّة ما هم فيه، فإن رجعوا فالحمد لله، وإلا بلّغ الحكومة عنهم وهو في ذلك على خير ومأجور إن شاء الله، لأن هذا من باب التعاون على البر والتقوى، وأما تركهم هذا إعانة لهم على الباطل، قال الله سبحانه وتعالى: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"، فإن السكوت على هؤلاء وأمثالهم إعانة على الباطل وإعانة على الإثم وإعانة على العدوان، نعم.
المتصل: أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ، سؤال آخر، هناك بعض الناس يطعنون في علماء الدعوة السلفية ويقولون: بأنهم هم سبب فتنة الخوارج في العالم الإسلامي، فما قولكم في هذه الفرية؟ أحسن الله إليكم.
الشيخ: ليس عندي جواب على هذا إلا كلمة واحدة: هؤلاء كذابون.
المتصل: نعم، أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ.
الشيخ: وإليكم.
المتصل: نشكر لكم صبركم، وإن كان لكم كلمة تختمون بها هذه الكلمة؟ أحسن الله إليكم.
الشيخ: الذي أوصي به نفسي وإياكم جميعا وعموم إخواننا المسلمين ممن يصلهم إليهم كلامنا تقوى الله تبارك وتعالى، فهي وصية الله لنا كما هي وصية الله للأولين قبلنا: "وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ"، فأوصي نفسي وإياكم بلزوم التقوى، ثم الذي أوصي به: العلم، طلب العلم النافع الذي يبيّن لطالبه طريق الحق من طريق الباطل، فلا يمكن أن يُعرف الحق على وجهه الصحيح ويلتزمه الإنسان على الوجه الصحيح إلا إذا عرف ضده، إذا عرف الفاصل الذي يلبس به أهل الباطل، فحينئذ يعرف الحق ومعه يعرف الباطل حتى يستطيع، لأن الإنسان مطالب بركوب الصالح وتجنّب الطالح، فأوصي إخواني وأبنائي أوصيهم بالتعلم بطلب العلم الشرعي من أهله الموثوقين، هذا شيء، الشيء الثالث: أوصي بالاجتماع على الكتاب والسنة ونبذ الفرقة، فإن الكتاب والسنة سبب الخير، والالتفاف عليهما سبب الخير، والكتاب والسنة بحاجة إلى من يقوم بهما، ولا يقوم بهما إلا أهل العلم أصحاب العقيدة السلفية الصحيحة والمنهج السلفي القويم، فعليكم بهؤلاء تلقّوا عنهم، وإن لم تستطيعوا الرحيل إليهم فخذوا من أشرطتهم والاتصال بهم وسماع محاضراتهم ودروسهم وقراءة كتبهم، فإن هذا الطريق هو طريق الأمان بإذن الله تبارك وتعالى لعموم المسلمين وللناشئة من شباب المسلمين خاصة، كما أوصيكم أيضا بالتعاون مع ولاة الأمر على البرّ والتقوى، فإن الواجب على المسلم أن يسمع ويطيع ما لم يؤمر بمعصية كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "على المرء المسلم السمع والطاعة ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة"، ولكن لا ينزع يدا من طاعة، يصبر ويحتسب، والله سبحانه وتعالى كفيل له بأن يظهره على كل من خالفه، فإن الولاة إذا رأوا صدقك سيعرفون أنه ناصح لهم، فيقبلون منه بعد ذلك النصيحة، لو كان عندهم غلط إذا رأوا صدق وقوفه معهم ضد أهل الباطل وأهل الفساد والإفساد يعرفون أنه صادق وناصح لهم ويقبلون منه بإذن الله تبارك وتعالى، فيكون هذا سبب خير عليه وعلى المسلمين عموما، هذا الذي أوصي به، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد.
المتصل: جزاكم الله خير الجزاء فضيلة الشيخ ونشكركم على صبركم ومآزرتكم لإخوانكم في الجزائر، وتقبّلوا تحيات إخوانكم هنا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأبلّغ الإخوان جميعا سلامنا.
المتصل: حياكم الله يا شيخ.
الشيخ: مرحبا بكم، حياكم الله، سلام ورحمة الله.

-------------

رابط التحميل: http://upload.ps/laqa9wmlyqgx/MohammedHadi.rar.htm
أبو مصعب زكرياء السلفي ال
أبو مصعب زكرياء السلفي ال
مشرف عام
مشرف عام

عدد المساهمات : 606
السٌّمـــــعَة : 7
تاريخ التسجيل : 17/09/2009
العمر : 35
الموقع : الدار البيضاء/ المغرب

http://www.marok1.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى