منتدى برج بوعريريج
مــــــرحبا بــــــــكم فـــــي منــــتدى بـــرج بــــوعــريــريــج

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى برج بوعريريج
مــــــرحبا بــــــــكم فـــــي منــــتدى بـــرج بــــوعــريــريــج
منتدى برج بوعريريج
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محنة سعيد بن جبيرمع الحجاج

اذهب الى الأسفل

محنة سعيد بن جبيرمع الحجاج Empty محنة سعيد بن جبيرمع الحجاج

مُساهمة من طرف ملكة الإســـلام الجمعة يوليو 24, 2009 11:27 am

محنة سعيد بن جبيرمع الحجاج

التعريف به:
الإمام العلم العلامة، إمام التفسير، تلميذ حبر الأمة، نور العلم، وقدوة التابعين، مستجاب الدعوة، العالم الرباني سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الوالبي، الإمام الحافظ المقرئ المفسر الشهيد بإذن الله، أحد أعلام الأمة.
وُلد بالكوفة سنة 38هـ في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ، وبها ترعرع ونشأ، أحب العلم صغيرًا فجلس إلى الصحابة ينهل من علومهم ويروي عنهم أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فروى عن أنس بن مالك والضحاك بن قيس وعبد الله بن الزبير وابن عباس وابن عمر وأبي هريرة وأبي موسى الأشعري وأم المؤمنين عائشة وغيرهم رضي الله عنهم، فحمل عنهم علمًا جمًا وأحاديث كثيرة.
ثم اصطفى سعيد بن جبير من جملة الصحابة حبر الأمة عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وانقطع إليه وأخذ عنه علم التفسير وسائر علومه، وصار من أكبر تلاميذه وأخص رفقائه وأنجب طلابه، وكان سعيد من شدة أدبه مع شيخه ابن عباس لا يفتي في حضرته، فلما مرض ابن عباس وذهب صره تصدى سعيد للإفتاء، وكان ابن عباس يحيل الفتاوى عليه ويوصي به أهل العراق عند سؤالهم.
كان سعيد بن جبير بجانب علمه الغزير وفقهه الدقيق، مشهورًا بالورع والزهد والعبادة إلى المنتهى، شديد الخوف من الله، متوكلاً عليه في الأمور كلها، يطيل صلاته لدرجة أنه كان يختم القرآن في صلاة القيام، وروي ذلك عنه من طرق كثيرة صحيحة، محافظًا على الحج والعمرة كل سنة حتى في سنوات محنته، كان إذا قام للصلاة كأنه وتد، مستجاب الدعوة له في ذلك مواقف مأثورة، بكى من الليل حتى ضعف بصره وعمشت عينه.
محنته:
محنة الإمام سعيد بن جبير رحمه الله تبدأ مبكرًا وهو في الخامسة والثلاثين من العمر عندما رأى بعينه التحولات الكبرى التي حدثت داخل بناء الأمة الإسلامية، عندما رأى قيام الطاغية الحجاج بن يوسف الثقفي بمحاصرة مكة بلد الله الحرام وانتهاكه لحرمة الكعبة وضربه إياها بالمنجنيق ثم قتله للخليفة الشرعي عبد الله بن الزبير وتمثيله بجثته، وذلك سنة 73هـ، وأخذه للبيعة من الناس كرهًا ـ وسعيد منهم ـ بحد السيف، فتولد في قلب الإمام البغض والكره لهذا الطاغية وأفعاله الإجرامية، والبغض لكل الظلمة والطغاة الذين استذلوا الناس وأهانوهم واستحلوا حرماتهم.
بعد أن أعطى سعيد بن جبير بيعته للحجاج بن يوسف الثقفي بحد السيف في مكة بعد مقتل ابن الزبير رضي الله عنهما، عاد إلى الكوفة وأخذ في نشر العلم ورواية الحديث، ولكن سرعان ما فوجئ بتعيين الطاغية الحجاج واليًا على العراق، ولما دخل الحجاج العراق حاول استمالة العلماء والقراء لعلمه بسخط الناس وأهل العلم على سياسته وظلمه وأسلوبه في الحكم، فأغدق العطايا على الإمام سعيد وجعله بمثابة القاضي والمشير ومن خاصته، ولكن لم تكن تلك اللعاعة من الدنيا لتغري إمامًا مثل سعيد بن جبير وتغير موقفه ورأيه في الحجاج وسياسته وجرائمه.
اتبع الحجاج سياسة ذكية في احتواء ثورات أهل العراق وطاقاتهم الكبيرة بشغلهم بالجهاد في سبيل الله في بلاد المشرق حيث كفار الترك، فانصرف الناس لنصرة دين الله عز وجل عدة سنوات، والحجاج مستمر على سياسته وبطشه بالمعارضين، حتى كانت سنة 82هـ وفيها وقعت أعنف ثورة قام بها أهل العراق، وهي فتنة ابن الأشعث، وكان ابن الأشعث أحد قادة الحجاج وكان الحجاج يبغضه بشدة للتنافس بين الرجلين، وللطموح الذي يجمع بينهما، وكان سبب الثورة هو إصرار الحجاج على أن يواصل جيش ابن الأشعث التوغل في بلاد «الرتبيل» ملك الترك، في حين رفض ابن الأشعث الأوامر لقسوة فصل الشتاء وكثرة الثلوج ووعورة الطريق، فترددت الرسائل الخشنة بين الرجلين، ثم انتهت بإعلان ابن الأشعث العصيان والثورة وخلع الطاعة للحجاج ولعبد الملك بن مروان الخليفة الأموي أيضًا.
كان في جيش ابن الأشعث العديد من العلماء والفقهاء وحفظة كتاب الله، ممن خرج للجهاد ونصرة دين الله عز وجل، منهم سعيد بن جبير وطلق بن حبيب ومجاهد بن جبر والشعبي وابن أبي ليلى وهم علماء الزمان وأهم شيوخ العصر عامة والعراق خاصة، فأعلن هؤلاء العلماء والقراء دعمهم لابن الأشعث ضد الطاغية الحجاج الذي فاقت جرائمه بحق المسلمين كل حدود، وكان لذلك الدعم المعنوي من جانب العلماء أثر كبير في ثورة ابن الأشعث، فانضم إليها الناس من كل مكان، فلقد كان الحجاج مبغوضًا من الجميع.
وقعت العديد من المعارك الطاحنة بين الفريقين كان لكتيبة العلماء والقراء دور كبير في تحميس الناس وتقوية عزائمهم، وكان سعيد بن جبير يقف بين الصفوف ويشد من أزر المقاتلين ويقول: قاتلوهم على جورهم واستذلالهم الضعفاء وإماتتهم الصلاة، وكذلك فعل الشعبي وجبلة بن زحر زعيم القراء وطبعًا ربما يتطرق البعض للكلام على مدى جواز اشتراك العلماء والفقهاء في مثل تلك الثورة، وهل يعد ذلك خروجًا على السلطة أم لا؟ ولنا في موقفهم عبرة وعظة، وفي إجماعهم على ذلك ـ وهم أعلام الأمة وأكبر علمائها ـ دليل على جواز ذلك بشروط مخصوصة كانوا هم أدرى بها وأعلم بطبيعتها، وهم قد رأوا من الحجاج ما سمعناه نحن فقط، وعاينوا على الطبيعة أفعاله وجرائمه لذلك فهم أحق الناس بالحكم على الأمر.
ظلت ثورة ابن الأشعث مشتعلة بأرض العراق كلها طيلة سنتين كاملتين وكادت أن تؤتي أكلها، ولكنها فشلت في النهاية، وأمعن الحجاج في التنكيل بالثوار فقتل منهم عشرات الآلاف، وكان يؤتى بالرجل بين يدي الحجاج فيطلب منه أن يشهد على نفسه بالكفر فإن فعل أطلق سراحه، وإلا ضرب عنقه، فاضطر كثير من الناس للفرار من العراق، ومنهم سعيد بن جبير وطلق بن حبيب ومجاهد بن جبر وعطاء بن أبي رباح وعمرو بن دينار، وهم وجوه الناس وعلماؤهم.
انتقل سعيد بن جبير إلى أصبهان وعاش هناك في الخفاء، وكان حريصًا على ألا يعرفه أحد وذلك سنة 83هـ، ومع ذلك لم يترك الحج والعمرة كل سنة فعلم الحجاج بوجوده بأصبهان فأرسل في طلبه، فهرب منها ودخل العراق مستخفيًا، وأخذ في التنقل من مكان لآخر، والحجاج يشتد في طلبه، وذلك طيلة اثني عشر سنة كاملة، وفي النهاية استقر في مكة ليسهل عليه الحج والعمرة، واستقر معه باقي إخوانه العلماء، وكان والي مكة خالد القسري يغض الطرف عنهم، حتى قام الخليفة الوليد بن عبد الملك بعزل عمر بن عبد العزيز عن ولاية المدينة، وعين مكانه عثمان بن حيان الذي أخذ في القبض على أصحاب ابن الأشعث في المدينة وإرسالهم للحجاج بالعراق ليقتلهم فاضطر عندها خالد القسري لحذو فعله، فقبض على سعيد بن جبير واصحابه، وقد عُرض على سعيد الهر من مكة فقال: والله لقد استحييت من الله من كثرة الفرار، ولا مفر من قدر الله، وكان الحجاج قد أرسل إلى خالد القسري يتهدده من أجل إرسالهم، فلم يجد خالد من بدّ في ذلك.

حمل سعيد بن جبير وأصحابه مثقلين بالقيود والحديد في رحلة طويلة من المدينة إلى الكوفة، وفي الطريق الطويل الشاق مات طلق بن حبيب، ولما وصلوا إلى الكوفة أمر الحجاج بسجنهم باستثناء سعيد بن جبير الذي أمر بإحضاره بين يديه وقد بسط له النطع وأحضر السياف والجلاد للتنكيل بالإمام سعيد بن جبير، وكان الإمام عامر الشعبي يرى التقية المباحة وبها تخلص من سيف الحجاج، أما الإمام سعيد فقد كان لا يراها، فلما أحضر بين يدي الحجاج قال له:


: ما اسمك قال
سعيد: اسمى سعيدبن جبير

قال الحجاج: بل أنت شقى بن كسير

قال سعيد: أمى اعلم اذسمتنى

قال الحجاج: شقيت أنت و شقيت أمك

قال سعيد: الغيب يعلمه الله

قال الحجاج: ما رأيك فى محمد صلى الله عليه و سلم

قال سعيد: نبىالهدى و امام الرحمة

قال الحجاج: ما رايك فى علىّ

قال سعيد: ذهبالى الله امام هدى

قال الحجاج: ما رأيك فىّ

قال سعيد: ظالم تلقىالله بدماء المسلمين

قال الحجاج: علىّ بالذهب و الفضة، فأتوا بكيسين منالذهب و الفضة و أفرغوهما بين يدى سعيد بن جبير

قال سعيد: ما هذا يا حجاج؟ان كنت جمعته لتتقى به من غضب الله، فنعما صنعت، و ان كنت جمعته من أموال الفقراءكبرا و عتوا فوالذى نفسى بيده، الفزعة يوم العرض الأكبر تذهل كل مرضعة عما ارضعت

قال الحجاج: علىّ بالعود و الجارية فطرقت الجارية على العود و أخذت تغنى،فسالت دموع سعيد على لحيته و انتحب

قال الحجاج: ما لك، أطربت؟

قالسعيد: لا و لكنى رأيت هذه الجارية سخّرت فى غير ما خلقت له، و عود قطع و جعل فىالمعصية

قال الحجاج: لماذا لا تضحك كما نضحك

قال سعيد: كلما تذكرتيوم يبعثر ما فى القبور، و يحصل ما فى الصدور ذهب الضحك

قال الحجاج: لماذانضحك نحن اذن

قال سعيد: اختلفت القلوب و ما استوت

قال الحجاج: لأبدلنك من الدنيا نارا تلظى

قال سعيد: لو كان ذلك اليك لعبدتك من دون الله

قال الحجاج: لأقتلنك قتلة ما قتلها أحد من الناس، فاختر لنفسك

قالسعيد: بل اختر لنفسك أنت،فوالله لا تقتلنى قتلة، الا قتلك الله بمثلها يوم القيامة

قال الحجاج: اقتلوه

قال سعيد: وجهت وجهى للذى فطر السموات و الأرضحنيفا مسلما و ما انا من المشركين

قال الحجاج: وجهوه الى غير القبلة

قال سعيد: فأينما تولوا فثم وجه الله

قال الحجاج: اطرحوه ارضا

قال سعيد و هو يبتسم: منها خلقناكم و فيها نعيدكم و منها نخرجكم تارة اخرى

قال الحجاج: أتضحك

قال سعيد: أضحك من حلم الله عليك و جرأتك علىالله

قال الحجاج: اذبحوه

قال سعيد: اللهم لا تسلط هذا المجرم علىأحد بعدى

و قتل سعيد بن جبير و استجاب الله دعاءه، فثارت ثائرة بثرة ( هىالخراج الصغير) فى جسم الحجاج فأخذ يخور كما يخور الثور الهائج شهرا كاملا

لا يذوق طعاما و لا شرابا و لا يهنأ بنوم و كان يقول و الله ما نمت ليلةالا و رأيتنى اسبح فى أنهار الدم، و أخذ يقول

مالى و سعيد، مالى و سعيد

و يقول هذا الظالم عن نفسه قبل ان يموت، رأيت فى المنام كأن القيامة قامت،و كأن الله برز على عرشه للحساب فقتلنى بكل مسلم قتلته مره، الا سعيد بن جبير قتلنىبه على الصراط سبعين مره

لقد كان سعيد بن جبير مستجاب الدعوة، لا يرد الله عز وجل له دعوة قط، وكان يستطيع أن يدعو على الحجاج فلا ينال منه بسوء، ولكنه استقتل لله ورحب بالشهادة، وكانت دعوته التي دعا بها قبل موته على الحجاج: ألا يسلطه الله عز وجل على أحد بعده، فاستجاب الله عز وجل له، ومات الحجاج مذمومًا مدحورًا بعد سعيد بن جبير بأربعين ليلة ولم يقتل أحدًا بعد سعيد، واشتهر الرجلان في التاريخ أيما شهرة، ولكن شتان بينهما هذا صار علمًا للدعاة والمجاهدين والعلماء، وذاك صار علمًا للطغاة والظلمة المستكبرين
ملكة الإســـلام
ملكة الإســـلام
¨¨™¤¦ ادارة المنتدى ¦¤™¨
¨¨™¤¦ ادارة المنتدى ¦¤™¨

عدد المساهمات : 1699
السٌّمـــــعَة : 74
تاريخ التسجيل : 20/06/2009
الموقع : عَآشِرْ مَنْ تٌعَآشِرْ ..فَلآ بُدّ مِنَ { آلفُرَآآقْ..~ زمن الغربــة

http://www.tvQuran.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى